حملة تلميع هادي وشرعيته.. أكاذيب إخوانية لمواراة فضيحة الصومعة
في محاولة لتجميل صورتها بعدما ساءت كثيرًا في أعقاب تمدد الحوثيين عسكريًّا تجاه محافظتي شبوة وأبين، لجأت الأبواق الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح إلى ترويج أكاذيب مفادهاأن مليشيا الشرعية تكافح تمدّد المليشيات المدعومة من الأرض.
فمع سيطرة المليشيات الحوثية على مركز الصومعة في محافظة البيضاء، المحاذية لمحافظتي أبين وشبوة، إلى جانب التمدد صوب مديرية مرخة التابعة لمحافظة شبوة، وُجهت الكثير من الاتهامات لمليشيا الشرعية بأنها تتحمَّل مسؤولية ما جرى لانسحاب عناصرها من المواقع، بما أفسح المجال أمام تمدّد المليشيات المدعومة من إيران.
وفيما تثير مثل هذه المعلومات صورة سيئة – كما المعتاد – عن مليشيا الشرعية الإخوانية أمام التحالف العربي فيما يتعلق بحجم التآمر لصالح الحوثيين، فقد سعت الكتائب الإعلامية التابعة للشرعية لمحاولة تبرئة ساحتها من تمدّد الحوثيين، بل وادعت أن عناصرها تقاتل المليشيات على الأرض.
وروجت وسائل إعلام، معروف عنها الانتماء لتنظيم الإخوان أو التقرب إليه للانتفاع ماليًّا كما يتهمها محللون، أن ما تُعرف بألوية رئاسية قاتلت الحوثيين في مدينة لودر، وهو أمرٌ نفاه سكان على الأرض، أكّدوا أن مليشيا الشرعية انسحبت من مواقعها قبل وصول الحوثيين.
أكاذيب الإخوان فنّدتها الكثير من الحقائق على الأرض، فالمليشيات الحوثية سيطرت أولًا على عدة مواقع في منطقة الصومعة، ثم دخلت تخوم أبين وشبوة دون أي مقاومة بعدما انسحبت عناصر الشرعية.
على وجه التحديد، فإن قوة عسكرية تتبع قيادة المنطقة العسكرية الثالثة انسحبت من مكيراس على تخوم محافظة البيضاء، حيث عادت هذه القوة إلى شبوة، قبل وصول الحوثيين، بما يعزِّز من احتمالات التنسيق المشترك بين الجانبين.
وفي محافظة أبين، انسحب مدير الأمن (المكلف) المدعو علي الذيب على رأس العناصر التابعة له، إلى منطقة جبلية في جبال الفيض، بما أفسح الطريق أمام المليشيات للتقدم على الأرض.
يأتي هذا فيما نشر نشطاء محليون، صورًا تُظهر لحظات انسحاب أطقم مليشيا الشرعية، بما في ذلك اللواء ١١٧ الذي يضم عدة كتائب عسكرية، ويملك أسلحة ثقيلة وذخائر متنوعة، لكنه غادر مواقعه بعد سلّموا الحوثيين منطقة الصومعة.
وفيما وجد رجال القبائل أنفسهم في مواجهة غير متكافئة مع الحوثيين، إلا أن مصادر إعلامية تحدثت عن أن المليشيات الإخوانية تنسّق مع الحوثيين منذ عدة أسابيع للإقدام على تنفيذ هذه العملية العسكرية، أولًا لإفساح الطريق أمام الحوثيين للتمدد صوب الجنوب من جانب، فضلًا عن العمل على محاصرة رجال القبائل والتخلص منهم باعتبارهم شكّلوا حلقة مهمة في التصدي للمشروع الحوثي – الإخواني.
اللافت أنه في وقت حقق فيه رجال القبائل صمودًا قويًّا في مواجهة المليشيات الحوثية، فقد حاول إعلام الإخوان القفز على هذه المكاسب الميدانية، ومحاولة نسبها إلى مليشيا الشرعية، في محاولة لرسم صورة منافية للواقع بزعم أن الشرعية تحارب الحوثيين، وهو أمر لم يكن ولا يبدو أنه قد يكون فيما بعد.
الحقائق على الأرض وهي تُظهر حجم التآمر الإخواني فيما يتعلق بمنح الحوثيين تمددًا عسكريًّا، دحضت روايات حاول إعلام الإخوان ترديدها بأن قواتهم واجهت التمدد الحوثي.
كما أن اللافت هذه المرة أن الكتائب الإعلامية حاولت تلميع صورة المؤقت عبد ربه منصور هادي، بعدما اتضح حجم السيطرة الإخوانية على مفاصل نظام الشرعية، وهو أمر يتوازي مع حجم علاقات قوية للغاية مع الحوثيين.