ماذا يعني تجاهل الشرعية لتمدد الحوثيين في الجنوب؟.. تقدير موقف

السبت 18 سبتمبر 2021 12:45:42
ماذا يعني تجاهل الشرعية لتمدد الحوثيين في الجنوب؟.. تقدير موقف

على نحو غير متوقع، تمارس الشرعية الإخوانية تجاهلًا حادًا لتمدد الحوثيين صوب الجنوب، وذلك بعدما نسّقت المليشيات المدعومة من إيران مع شقيقتها "الإخوانية" ودخلت تخوم أبين وشبوة في أعقاب السيطرة على مركز الصومعة بمحافظة البيضاء.

ففي الأيام الماضية، وفيما تمضي الأمور بشكل شديد الالتهاب، فقد رشح عن الشرعية عدة مواقف دبلوماسية، تثير هزلًا سياسيًّا، بينها مثلًا اجتماع المؤقت عبد ربه منصور هادي مع المبعوث الأممي الجديد لليمن هانس جروندبرج، والذي جاء خاليًّا من إشارة لرفض التمدد الحوثي.

هذا اللقاء، يُشبه عشرات اللقاءات التي عقدتها الشرعية، بغية إثبات حضور سياسي ليس أكثر، وتضمنت دعوة على مضض بضرورة إلزام الحوثيين بمسار السلام، ولعلّها الدعوة التي تكرّرت مئات المرات دون أن تُحدث أي شيء على الأرض، بما يعكس أنها مجرد وسيلة لتلميع الصورة، كما يصفها كثيرٌ من المحللين.

في الوقت نفسه، أظهرت مواقف الوزير "التويتري" معمر الإرياني موقفًا مشابهًا، فالرجل الذي يُقال عنه إنه يجلس على تويتر أكثر مما يجلس على مكتبه من كثرة تغريداته، واصل الحديث عن قضايا، صحيحٌ أنها تحمل أهمية، لكنه تجاهل تطورات قد تبدو أكثر خطورة، بالنظر إلى تمدد الحوثيين وتوسعهم أرضًا، وما يطرحه ذلك من سيناريوهات معتمة على واقع الحرب ومستقبلها.

فالإرياني مثلًا لا يزال يتحدث عن خطر التسرب النفطي من خزان صافر العائم وضرورة إجراء صيانة له، علمًا بأن المجتمع الدولي نفسه يبدو أنه ملَّ من كثرة الدعوات التي يُوجّهها للمليشيات الحوثية من أجل السماح بفرق الصيانة بمباشرة أعمالها، شديدة الأهمية.

وإذا كان المؤقت هادي والمدعو الإرياني نموذجين على كيفية تعاطي الشرعية مع تطورات الأحداث، فإنّ سياسة التجاهل طبّقتها القيادات الأخرى في الشرعية، بما يحمل في طياته دليل إدانة أكثر من كونه مجرد صمت.

تجاهل الشرعية للتطورات المتسارعة سواء عبر المواجهة عسكريًّا أو عسكريًّا، يعزِّز من التأكيدات التي تشير إلى الدور الذي تلعبه مليشيا الإخوان فيما جرى على الأرض من تمدد حوثي.

فمن خلال نظرة ميدانية بسيطة، يُلاحظ كم التورط الإخواني فيما حدث، بدءًا من انسحاب عناصر المليشيات الإخوانية من نقاطها العسكرية، بما مكّن المليشيات الحوثية من السيطرة على مركز الصومعة بمحافظة البيضاء، المحاذية جغرافيًّا لمحافظتي أبين وشبوة.

في الوقت نفسه، وفيما لم تنفّذ المليشيات الإخوانية الشق العسكري من بنود اتفاق الرياض، فيما يتعلق بسحب نقاطها العسكرية في محافظة شبوة، فإن هذه النقاط تعمل على تسهيل تحركات الإرهابيين، بما في ذلك عناصر تنظيم القاعدة الذي يُرجَّح انتقالهم للعاصمة عدن فيما بعد، مرورًا بمحافظة أبين.

استنادًا إلى ذلك، فإنّ ما يجري على الساحة يبرهن على إتساع حلقة الحرب على الجنوب، إذ يرى محللون أن حجم التنسيق المريب بين الإخوان والحوثيين بلغ مراحل شديدة الخطورة، إذ وصل الأمر إلى دخول فعلي للعناصر الحوثية إلى الجنوب.

إزاء تجاهل الشرعية لتطورات الأحداث وتآمرها مع الحوثيين على هذا النحو، فإن القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، أشهرت سلاح الحزم والحسم، إذ أعلن الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، حالة الطوارئ والتعبئة العامة، ودعا المقاومة الجنوبية برفد الجبهات، بما يحمل رسالة شديدة الوضوح بأنّ الجنوب عازم على خوض هذه المعركة، ليس فقط ليهزم التمدّد الحوثي وحسب، ولكن أيضًا لضرب مساعي الشرعية التي تحلم بانهيار الجنوب أمنيًّا وسياسيًّا.