احتجاجات وإضرابات.. نيران الغضب تحرق إخوان اليمن

السبت 18 سبتمبر 2021 17:47:22
احتجاجات وإضرابات.. نيران الغضب تحرق إخوان اليمن

بالتزامن مع الاحتجاجات العاصفة التي يشهدها الجنوب ضد أجندة الشرعية الإخوانية من جرّاء حرب الخدمات التي يتعرض لها منذ فترة طويلة، فقد ضاق الخناق أكثر على تنظيم الإخوان بعدما اتجهت الأمور في محافظة تعز صوب مزيد من الغليان.

تفاقم حدة الغضب في تعز يعود بشكل مباشر، إلى التردي المعيشي والانهيار الاقتصادي، على نحو يوثّق حجم فشل تنظيم الإخوان في المناطق الخاضعة لسيطرته، وهو أمرٌ يرجعه محللون إلى أنّ تركيز هذا التنظيم على نهب الأموال والسطو على الثروات.

فمن جانب، بدأ الكثير من التجار في مدينة تعز، اليوم السبت، إضرابًا جزئيًّا عن العمل؛ احتجاجًا على انهيار العملة وتدهور الوضع الاقتصادي.

شمل الإضراب الجزئي الذي بدأ في الثامنة صباحًا، المحال التجارية في شارع الجملة، والتحرير الأسفل والأعلى ، و26 سبتمبر، وجمال عبدالناصر، وباب موسى، وباب الكبير، وحي ديلوكس والعقبة.

لم يكتفِ التجار بالإضراب، لكنّهم صعّدوا من احتجاجهم بوقفة احتجاجية مناوئة لسلطة الإخوان، بعد فشلها الذريع في تدبير احتياجات المواطنين، في ظل التردي المعيشي الحاد الذي ضرب كل القطاعات.

وكال المتظاهرون، هجومًا حادًا على الشرعية بسبب وقف صرف الرواتب وتغذية انهيار العملة، إلى جانب ارتكاب قياداتها الكثير من جرائم الفساد التي ساهمت في انهيار الأوضاع بشكل كامل.

وفيما يشير إلى اتجاه الأمور نحو مزيد من التصعيد العسكري على الأرض، فقد أكّد تكتُّل تجار تعز أنَّ إضراب الأحياء التجارية يمثّل مجرد خطوة أولى، وتوعّد بالاستمرار في التصعيد والإضراب إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، ووضع حد لانهيار العملة.

يشير ذلك بوضوح إلى إتساع دائرة ضد الإخوان يعبّر وفق محللين، عن فشل السلطة الإخوانية عن تدبير احتياجات السكان والتمادي في جرائم السطو على الموارد، بما يعزّز من الصعوبات المعيشية على قطاعات عريضة ممن يقطنون مناطق نفوذ هذا الفصيل، المصنّف إرهابيًّا في الكثير من الدول حول العالم.

ويبدو أنَّ صناعة الأزمات المعيشية يمثّل وسيلة إخوانية بات متعارفًا عليها، في سبيل فرض السطوة والسيطرة، كوسيلة للعمل على تعزيز السيطرة على الأرض من جانب، وهو مشهد متكرر في كل مناطق نفوذ التنظيم.

ولم يسلم الجنوب من إقدام الشرعية الإخوانية على إشهار هذا السلاح ضمن ما باتت تعرف بـ"حرب الخدمات"، التي كبّدت المواطنين كلفة باهظة من الأعباء، وذلك على الرغم مما يزخر به الجنوب من موارد.

وفيما يستغل الإخوان اختراق المؤسسات الإدارية بشكل كبير، فقد نبّه الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري إلى أنّ الحكومة مسؤولة عن تردي الخدمات بشكل كبير، لتوقفها عن تقديم الخدمات الضرورية للجنوبيين، معتبرًا أنه لا يوجد أي مبرر تجاه عدم عودة الحكومة إلى العاصمة عدن.

الواقع المزري الذي يعيشه الجنوب دفع قطاعات عريضة من المواطنين للاحتجاج في أكثر من محافظة؛ تنديدًا بما يتعرض له الوطن من حرب خدمات شديدة البشاعة، علمًا بأنَّ الحكومة فشلت – ربما بشكل متعمد – في إيجاد مخرج من الأزمات المعيشية، لا سيّما الخدمات التي لا يمكن الاستغناء عنها مثل الماء والكهرباء.