الحرب الإخوانية على قبائل بلحارث.. رصاصة للنفط وأخرى لخدمة الحوثي
التهبت الأوضاع الميدانية في محافظة شبوة، بعدما أقدمت مليشيا الشرعية الإخوانية، على شن عدوان غاشم على قبائل بلحارث، في خطوة تستهدف إحكام السيطرة على آبار النفط من جانب، مع إفساح المجال أمام المليشيات الحوثية للتقدم صوب مديرية عتق.
مليشيا الشرعية الإخوانية شنّت قصفًا على مطارح قبيلة بلحارث بمديرية عسيلان بيحان، واستخدمت في عدوانها قذائف الهاون ومدافع ١٠٦.
وفيما لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي بشأن سقوط ضحايا هذا القصف الإخواني، إلا أنّ ناشطين أكّدوا أن العدوان الإخواني أسفر حتى الآن عن إصابة كل من فواز صالح الحارثي، ونايف ناصر الحارثي، ومبخوت ناصر الحارثي، وقد تم نقلهم إلى مستشفى عسيلان بيحان وهم في حالة خطيرة.
في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة وشهود عيان أنّ مليشيا الشرعية دفعت قبل ساعات، بقوة عسكرية كبيرة لإحكام قبضتها على حقول النفط في عسيلان، فيما تمكّنت قبائل بلحارث من التصدي للعدوان الإخواني، بعد اشتباكات اندلعت في منطقة مسبح شمالي المديرية.
كما أن وصف بن عديو لأبناء بلحارث بأنهم "بلطجية"، مثّل رسالة واضحة بأن مليشيا الشرعية ستخوض عملية قمع ضدهم، وهو ما بدأ بالفعل قبل ساعات بشن هجمات ضارية استهدفت المدنيين والبنية السكنية.
ودفعت مليشيا الشرعية بالفعل بتعزيزات عسكرية قادمة من مدينة عتق، أين تتمركز نقاط عسكرية إخوانية، كان يفترض سحبها من هذه المناطق وفقًا لاتفاق الرياض، إلا أنّ الشرعية لم تنفذ شقه العسكري، على الأقل حتى الآن.
العدوان الإخواني كان قد مهّد المحافظ المدعو محمد صالح بن عديو، الذي بعث بخطاب إلى المدعو إبراهيم حبدان المعين وزيرًا للداخلية، طالبه فيه بإدراج عدد من المواطنين لما تعرف بالقائمة السوداء، كذريعة للفتك بالقبائل هناك، من خلال عمليات عسكرية عنيفة تبررها السلطة الإخوانية بمزاعم السيطرة على الأوضاع وإدعاءات مواجهة الجريمة.
كما تضمّن خطاب بن عديو، ما بدى أنه اعتراف من قِبل السلطة الإخوانية بأنها في حاجة إلى دعم عسكري لتُحكم قبضتها على حقول النفط في المديرية، وتحديدًا قطاع جنة هنت وأوكسي، وذلك تحت زعم أن المواطنين هناك يعرقلون عودة عمل الشركات النفطية.
تصعيد مليشيا الإخوان في شبوة لا يقتصر على كونه رغبة في إحكام السيطرة على حقول النفط، لكنَّه يمثّل استهدافًا متعمدًا لقبائل بلحارث نظرًا للدور الذي لعبته في مواجهة المليشيات الحوثية خلال السنوات الماضية، وقد قدّمت الكثير من الشهداء في إطار التصدي لمساعي التمدد الحوثية على الأرض.
عسكريًّا أيضًا، يبدو أن المليشيات الإخوانية تحاول إرهاق قبائل بلحارث لإعاقتها عن مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية، التي سيطرت – عقب انحساب مليشيا الشرعية الإخوانية - على مناطق عقبة ووادي خورة وأرض المحمدين في مديرية مرخة السفلى.
إقدام مليشيا الشرعية على إشعال مواجهة عسكرية مفتوحة مع قبائل بلحارث يمكن اعتبارها مناورة عسكرية، تفتح الباب أمام مليشيا الحوثي للتقدم صوب مديرية عتق، وسيكون ذلك أمرًا شديد السهولة، وسيحدث ذلك دون أي مقاومة تذكر.
في المقابل، يُعوِّل الجنوبيون على نجاح قبائل بلحارث في الإجهاز على العدوان الإخواني، ومن ثم كسر التمدد الحوثي، استكمالًا للدور الكبير الذي لعبته القبائل في مواجهة المليشيات في الفترات الماضية.