شبوة تصد إرهاب الشمال بانتفاضة شعبية واستنفار قبلي
تسارعت وتيرة الأحداث في محافظة شبوة خلال الأيام الماضية بعد أن سعت الشرعية الإخوانية لتنفيذ مخططاتها الساعية لتسليم جبهات المحافظة إلى المليشيات الحوثية الإرهابية، وهو ما استبقه أبناء المحافظة بانتفاضة شعبية واسعة وطالبوا بطرد مليشياتها والسلطة المحلية الغاشمة، في الوقت الذي استنفرت فيه قبائل بلحارث في مديرية عسيلان قواها لصد هجمات المليشيات الإخوانية.
هاجمت مليشيات الشرعية الإخوانية، اليوم الأحد، قبائل بلحارث في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، وذلك بأوامر المحافظ الإخواني المدعو محمد صالح عديو، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لإزاحة الرافضين لنهب ثروات المديرية، بالقوة المفرطة.
وسقط في الاعتداء الوحشي ثلاثة مصابين من المواطنين، خلال تصديهم لاعتداء المليشيا الإخوانية على المدنيين في المديرية، ووقع الاعتداء على الأبرياء، عقب تسليم مليشيات الشرعية الإخوانية أطراف مناطق بيحان ومرخة السفلى، إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وانسحابها إلى مديرية عتق.
ووقعت اشتباكات مسلحة بين مليشيات الشرعية الإخوانية وقبائل بلحارث، اليوم الأحد، رفضًا لوجود مسلحي الإخوانية، ودأبت القبائل في المديرية على التعبير عن رفضها على استغلال مناطقهم وثرواتها النفطية لخدمة أجندة تنظيم الإخوان الإرهابي.
تجد الشرعية الإخوانية نفسها في شبوة بين كماشة الغضب الشعبي المتصاعد والذي تقوده الوحدات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، واستنفار قبائل المحافظة بشكل مستمر ضد جرائمها الإرهابية، وفي مرات عديدة حاولت أن تظهر كطرف منتصر خلال هذا الصراع الذي لم يتوقف منذ أن سيطرت على المحافظة قبل عامين، ولجأت تارة إلى تصعيد حروب الخدمات وأخرى إلى ممارسة الانتهاكات بحق الأبرياء، وثالثة عبر الاستعانة بالتنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية الإرهابية.
على مدار الأشهر الماضية لم تتوقف الفعاليات الاحتجاجية التي نظمتها فئات عديدة وقوى مختلفة بالمحافظة ضد جرائمها الإرهابية، وفي الوقت ذاته فإنها فشلت في تطويع قبائل المحافظة لصالحها، وبدا أن هناك تماسك اجتماعي جنوبي في المحافظة فشلت الشرعية الإخوانية في اختراقه بالرغم من المؤامرات التي تنسجها ضد أبناء المحافظة.
استهدفت الشرعية بالأساس تمرير مخططاتها بالمحافظة من دون أن يكون هناك غضب شعبي يعرقل أهدافها الاحتلالية، لكنها اصطدمت بوعي أبناء المحافظة الذين تصدوا لجرائمها دون أن يخشوا استخدام القوة الغاشمة بحقهم، بل أنها أضحت تفكر كثيرا قبل أن تقدم على استخدام العنف بعد أن واجهت غضب شعبي كبير في شهر يوليو الماضي حينما قضت مسيرة احتجاجية نظمها المجلس الانتقالي الجنوبي في ذلك الحين.
انكشفت مساعي الشرعية لتهريب نفط المحافظة بعد أن تصدى لها أبناء القبائل الذين يقبعون في تلك المناطق، ولم تستطع أن تنفذ جريمة السرقة من دون أن يشعر بها أحد، وهو ما يفسر استخدام العنف ضد قبائل بلحارث الذين تصدوا لجريمتها.
وسقط قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بين عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وقبليون في مديرية حطيب بمحافظة شبوة، مساء أمس السبت، حيث لقي المواطن صالح عبدالله الحميدي، مصرعه وأصيب آخرين، في قرية الطرية، خلال المواجهات.
وسيطرت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، أمس السبت أيضًا، على عقبة ووادي خورة وأرض امحمدين، في مديرية مرخة السفلى بمحافظة شبوة، تنفيذًا لمؤامرة الشرعية الإخوانية بإسقاط الجنوب، تراجعت مليشيات الشرعية الإخوانية من مواقعها دون أي مقاومة، لليوم الثاني على التوالي، لتشجيع مليشيا الحوثي الإرهابية، على تسريع وتيرة تقدمها إلى الجنوب.
بالتزامن مع تلك التطورات دفع المحافظ الإخواني المدعو محمد صالح عديو، بتعزيزات من مليشيات الشرعية الإخوانية إلى مديرية عسيلان، للسيطرة على الحقول النفطية، تاركة جبهات القتال للحوثيين الإرهابيين.