فاجعة الإعدامات.. تواطؤ دولي يكشف وحشية الحوثي في صنعاء
أثارت المشاهد المؤلمة لإعدام تسعة من أبناء محافظة الحديدة تتهمهم المليشيات الحوثية بالتورط في مقتل القيادي الحوثي المدعو صالح الصماد، جدلا واسعا بعد أن ظهرت العناصر المدعومة من إيران غير عابئة بأي ردود أفعال دولية على جريمتها التي نفذتها بوحشية أمام أنظار الملايين الذين شاهدوا وقائع تنفيذ حكم الإعدام.
لم تكن المليشيات الحوثية لتتجرأ على ارتكاب هذه الفاجعة إذا قوبلت جرائمها الإرهابية بردة فعل قوية لكنها على مدار سبع سنوات لم تتعرض لأي عقوبات تردعها أو تجعل إيران التي تمولها وتتحكم في قراراها تتراجع عن دفعها نحو ارتكاب مزيد من الجرائم الإرهابية التي يروح ضحيتها مدنيين وأبرياء بشكل يومي، وهو ما يجعلنا نتنبأ بإمكانية تكرار ما حدث في صنعاء أمس السبت مرات عديدة إذا استمر التجاهل الدولي لجرائمها.
وأعدمت المليشيات الحوثية أمس السبت، تسعة أشخاص رميًّا بالرصاص في ميدان التحرير وسط محافظة صنعاء، بعدما كالت لهم اتهام بالتورط في قتل صالح الصماد الذي كان يرأس ما يُعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى"، في 2018.
ينتظر مئات الآلاف من الأبرياء القصاص من المليشيات الحوثية الإرهابية لكن يبدو واضحًا أن المجتمع الدولي مازال يغض طرفه عن الجرائم التي ترتكبها العناصر المدعومة من إيران والتي من المفترض أن تجره إلى محكمة الجنايات الدولية باعتباره ارتكب جرائم حرب عديدة بحق الأبرياء العُزل، لتبقى الإدانات مجرد أحاديث إعلامية لا تكفي لوقف الإرهاب الذي يتمدد مستفيدا من خيانة الشرعية الإخوانية.
يرى مراقبون أن حالة الغضب الشعبي وردود الأفعال الدولية المدينة لإعدامات الحوثي لا تكفي لضمان توقفها عن ممارسة انتهاكاتها بحق الأبرياء، وأن حديث منظمات حقوق الإنسان عن أن المحاكمة لن تستوفي شروط العدالة لن يكون لها أثر على الأرض الواقع طالما لم ترتبط بعقوبات رادعة على المليشيات التي توظف أحكام القضاء لخدمة مصالحها السياسية.
وأثناء سير المحاكمة عملت المليشيات الحوثية على التضييق على المحكومين وممثلي دفاعهم الذين لم يمكنوا من حقهم في الدفاع، إذ فاجأتهم المحكمة الابتدائية (التابعة للحوثي) بأن أمامهم ثلاث جلسات متتالية فقط خلال أسبوعين فقط.
وعندما طالب المتهمون برد القاضي جرّاء ذلك الإخلال المتعمد بحق الدفاع وجراء إصداره قرارًا بتغيير الدعوى والإدعاء بوقائع وأفعال خلافا لقرار الاتهام، حجز القضية للحكم قبل أن يقدم المتهمون وممثلو دفاعهم أي مذكرة دفاع ليتمكنوا من تقديم أدلة.
تبعث المليشيات الحوثية الإرهابية رسالة خفية إلى المبعوث الأممي الجديد الذي بدأ مهام عمله قبل أسبوعين تقريبًا مفادها أنها لن تتوقف كثيرا أمام أي جهود سلمية من شأنها التوجه نحو المفاوضات لإنهاء الصراع والوصول إلى حل سياسي، وأن لغة العنف والقتل والإعدامات هي من ستكون سائدة للمضي قدمًا في تنفيذ رؤى طهران وحلفائها الإقليميين الساعيين لتمدد الإرهاب الحوثي ونقله من الشمال إلى المحافظات الجنوبية.
زار المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز جروندبرج، اليوم الأحد، سلطنة عمان، ضمن جولة استهلها من المملكة العربية السعودية، وبحث خلال لقائه وزير خارجية السلطنة بدر البوسعيدي، مساعي تأمين اتفاق وقف شامل لإطلاق النار.
وتشكل الإعدامات الأخيرة نقطة في بحور من الجرائم التي ارتكبتها العناصر المدعومة من إيران بحق الأبرياء، غير أن بشاعتها في أنها سعت لإظهار وحشيتها أمام العالم، وكأنها لا تخشى أي ردود أفعال تدين جريمتها، وهو ما يجعل هناك حاجة لتحركات مغايرة تثبت أن هناك توجهات دولية جديدة بشأن تقويض إرهاب إيران بالمنطقة.
أدانت المملكة المتحدة، ما وصفته بالإعدام الوحشي لمليشيا الحوثي الإرهابية 9 أفراد، أحدهم كان حدثًا، مستنكرة تكرار الواقعة، وشددت السفارة البريطانية لدى اليمن، في بيان، على أن الواقعة تدل على اللامبالاة لكرامة الإنسان والتجاهل الصارخ للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية الواجبة.
ومن جانبها قالت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن، كاثي ويستلي، إن همجية مليشيا الحوثي الإرهابية يجب أن تتوقف، وأشارت إلى إعدام المليشيا المدعومة من إيران 9 مدنيين، مؤكدة أن محاكمتهم صورية، ووصفت إعدام المليشيا للضحايا بأنها عمل شائن ومثال على عدم اكتراث الحوثيين الإرهابيين بحقوق الإنسان الأساسية.
وعبر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أسفه لإعدام مليشيا الحوثي الإرهابية 9 أشخاص بينهم قاصر، مشيرا إلى أن أفعال مليشيا الحوثي لا تستوفي إجراءات المحاكمة العادلة.