ملائكة الرحمة بمناطق الحوثي.. وقود المليشيات لإطالة أمد الصراع

حولت المليشيات الحوثية الإرهابية ملائكة الرحمة من الأطفال والصغار إلى وقود لإشعال حربها وإطالة أمد الحرب التي دخلت عامها السابع دون أمد للحل، وذلك بعد أن عمدت على توظيفهم كمرتزقة على جبهات القتال وأجبرتهم على ترك دراستهم للانخراط في الأعمال العسكرية المختلفة، وهدفت إلى تحويل عقولهم الصغيرة إلى قنابل موقوتة بما غرسته من أفكار متطرفة، ونهاية باستخدامهم كأداة للإيحاء بشعبيتها في صنعاء وغيرها من المحافظات التي تسيطر عليها.

وجهت وزارة التربية التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، المدارس الحكومية والأهلية في مدينة صنعاء إلى إجبار الأطفال والطلاب على الاشتراك في الفعاليات الحوثية السياسية والإعلامية.

وقال مصدر تربوي لـ "المشهد العربي"، إن المليشيا المدعومة من إيران تسعى لاستغلال أطفال وطلاب المدارس عبر التظاهر في وقفات أمام مبنى الأمم المتحدة بصنعاء ورفع لافتات وشعارات تروج للحوثيين الإرهابيين.

وأضاف أن المليشيا الحوثية تسعى لتنظيم فعاليات مستمرة أمام مكتب الأمم المتحدة بعد وضع خطة تكلف فيها المدارس بالتناوب على إرسال الأطفال إلى تلك الفعاليات، مشيرا إلى أن التصرفات الحوثية تمثل انتهاكًا سافرًا للطفولة وتنسف ما تبقى من هامش للعملية التعليمية.

توظف المليشيات الحوثية حالة السيولة الأمنية في مناطق سيطرتها لاستغلال الأطفال بفعل عدم قدرة ذويهم على الاعتراض على ما تقوم به من جرائم بحقهم، وهو ما يقود إلى تكرار عمليات الاختطاف التي تقوم بها عناصرها أمام أعين الأهالي للزج بهم إلى الجبهات، وتشير تقارير حقوقية عديدة إلى تعرض هؤلاء إلى انتهاكات وتعذيب لترهيبهم وإجبارهم على عدم الهرب مجددا.

وبحسب أرقام وتقديرات مختلفة فإن العناصر المدعومة من إيران قامت بتجنيد 12 ألف طفل في الفترة من مايو 2014 وحتى الشهر ذاته من العام الماضي، بينهم 308 أطفال مجندين بالفئة العمرية ما بين 8 و11 عاما، و4430 طفلا ينتمون للفئة العمرية ما بين 12 و14 عاما، و7305 أطفال في الفئة العمرية ما بين 15 و17 عاما.

وتجري عمليات تجنيد الأطفال أمام أعين المنظمات الأممية التي تتواجد في صنعاء وغيرها من أماكن سيطرة المليشيات دون أن تقوم بفرض عقوبات عليها، وهو ما يدفع للمطالبة بممارسة مزيد من الضغط على العناصر الإرهابية بما يضمن عدم استهدافها للأطفال.

وقبل شهرين تقريبًا أدرجت الأمم المتحدة، مليشيا الحوثي الإرهابية على القائمة السوداء للجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، مشيرة إلى أنها قتلت وشوهت 250 طفلا يمنيا، تزامنًا مع توثيق منظمات أممية أكثر من 65 ألف انتهاكا بحق الأطفال خلال السنوات الأربع الماضية.