الجنرال حرم السفير.. 7 سنوات على جريمة محسن الأحمر الكبرى
يظل "الحادي والعشرين من سبتمبر"، نقطة حالكة السوداء في تاريخ جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، ففي مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات، مارَس الأحمر أدهى صنوف التنكر وأشكال الهروب تاركًا صنعاء تسقط في قبضة المليشيات الحوثية.
في 21 سبتمبر 2014، هاجم 20 طقمًا حوثيًّا محافظة صنعاء.. عتاد هجومي كان بالإمكان إيقافه بكل سهولة، إذا ما اختارت قوات الفرقة الأولى مدرع المواجهة لكنّ قائدها، وهو عجوز الشرعية الأحمر، آثر الهروب، ولم يكن هروبًا عاديًّا على الإطلاق.
السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، كان قد كشف طريقة الهروب، حيث تحدّث في مقابلة تلفزيونية قبل سنوات وتحديدًا مع شاشة "mbc"، عن خطة خداع وصفها بـالذكية والمثيرة، تضمّنت التمويه على وجود محسن الأحمر في السفارة السعودية ونقله إلى دار الرئاسة، ومنها عبر طائرة هليوكوبتر إلى السعودية، وتضمنت خطة التمويه أن يكون "الأحمر" هو زوجة السفير السعودي.
بحسب تصريحات آل جابر، فإنّ محسن الأحمر وصل السفارة السعودية، وقال للسفير: أنا في وجه الملك عبد الله، قبل أن يرده اتصال من وزير خارجية المملكة آنذاك سعود الفيصل، مخبراً إياه بأن يحافظ على حياة علي محسن ويعمل على إخراجه من البلاد.
ارتكب محسن الأحمر، خيانة ربما لن يغفلها التاريخ ولن ينساها أحد، عندما تنكّر محسن الأحمر في هيئة حرمة سفير، وقرر تسليم الفرقة الأولى للحوثيين، وفرّ من صنعاء ليتركها لقمة سائغة في قبضة المليشيات لتسيطر عليها دون أي مواجهة عسكرية تذكر، حتى وصلت الأمور لما هي عليه الآن.
الفرقة الأولى مدرع كان عتادها ضخمًا، إذ كانت تتكون من 23 لواء، خمسة ألوية مدرعات ودفاع جوي وصواريخ في صنعاء، وتضم أكثر من 20 كتيبة عسكرية مدربة على استخدام المدرعات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وحرب الشوارع.
يرى محللون أن هذه الفرقة كانت قادرة – وفق منطق المواجهات العسكرية – أن تصد الغزو الحوثي لصنعاء، لكن هروب محسن الأحمر والذين معه، كان بمثابة الهدية التي تلقّفتها المليشيات، وكان الأمر إيذانًا بانهيار المؤسسات وتردي الأوضاع، حتى بلغ اليمن أزمة إنسانية يُقال عنها الآن أنها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ذكرى الخيانة التي ارتكبها محسن الأحمر تحل هذا العام في ظل أوضاع غير مختلفة على الإطلاق، فبعد أسابيع من تسليم جبهة مأرب للحوثيين من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية، توسّعت "الأخيرة" في جرائم الخيانة الفظيعة فيما يخص الانسحاب من الجبهات لتوسعة تمدد الحوثيين.
حدث هذا الأمر قبل أيام في محافظة البيضاء، أين سيطر الحوثيون على مركز الصومعة، في خيانة إخوانية غير مستغربة، مكّنت المليشيات المدعومة من إيران من فتح جبهات سهلة تجاه محافظتي شبوة وأبين، المحاذتين لمحافظة البيضاء، مستغلة الانسحابات الإخوانية من المواقع العسكرية.
إقدام مليشيا الإخوان على ارتكاب المزيد من الخيانات العسكرية على النحو الجاري حاليًّا فتح سهام الهجوم على الشرعية، إذ باتت تتحمل بشكل مباشر، مسؤولية تمدّد المليشيات الحوثية على الأرض، بما يمثّل خطرًا مدقعًا على المنطقة برمتها.