حرم السفير لن يحارب الحوثيين
رأي المشهد العربي
تحل ذكرى هروب الإرهابي علي محسن الأحمر من صنعاء، في هيئة زوجة سفير، تاركًا عاصمته لتسقط في يد الحوثيين الإرهابيين، في أجواء ليست مغايرة.
فالجنرال الذي فرّ من أمام 20 طقمًا حوثيًّا في 2014، رغم أن ما تسمى بالفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها، قوامها 60 ألف عنصر، كان بإمكانها حسم المعركة في دقائق، يواصل استكمال سيناريو تآمره لصالح المليشيا المدعومة من إيران، ويشرف على عمليات تسليم الجبهات والمواقع إليها.
وكما كان الإرهابي الأحمر سبب تعقد الحرب ومنحها فرصة أن تطول لأكثر مما يُطاق، فهو الآن يُنظر إليه بأنّه السبب الأول والرئيسي في تمكّن الحوثيين الإرهابيين من بسط نفوذهم وسيطرتهم وصولًا إلى التوغل صوب الجنوب وتحديدًا في شبوة وأبين.
وبدى واضحًا كيف أن الجنرال الإرهابي، باعتباره المهيمن على مفاصل صنع القرار وتوجيه المسار في معسكر الشرعية، يحاول الآن إعادة الزمن إلى الوراء، فالجنوب الذي قهر المليشيات الحوثية ببطولات عسكرية ملهمة سطّرتها قواته المسلحة الباسلة، يصطدم من جديد بخطر حضور الحوثيين على الأرض، في ظل علاقات التقارب بين الشرعية والمليشيات المدعومة من إيران.
ولا يمكن بأي حال التعويل على معسكر يقوده من فرّ من أمام 20 طقمًا حوثيًّا بحُلة زوجة سفير مرتديًّا ذلك النقاب الشهير، بل إن الحرب الراهنة أصبحت مجرد ورقة استثمارية لقيادات الشرعية يستغلونها لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب وتحقيق النفوذ.
مواجهة هذا الوضع الملتهب بات يتطلب حزمًا جنوبيًّا كاملًا، فالشرعية أصبحت الآن – أكثر من أي وقت مضى – متحالفة مع المليشيات الحوثية، وهو تحالف يُشكل خطرًا على المنطقة برمتها، إذ يتضمن التنسيق المشترك بين الجانبين بصناعة الإرهاب العابر للدول، إتساقًا مع الأفكار شديدة التطرف التي تحكم عقول المنتمين لهذه التيارات.
ويبدو أنّ المجتمع الدولي فهم – بشكل أو بآخر – حقيقة ما يجري على الأرض، فالشرعية التي كانت تحظى بدعم لا محدود منذ سنوات بعدما روّجت نفسها طرفًا مستضعفًا مجنيًّا عليه لا يبدو أنها تحظى الآن بنفس القدر من الدعم، وهذا راجع إلى أن الجرائم التي ارتكبتها قيادات الشرعية سواء جرائم الفساد ونهب أموال المساعدات وتدمير الاقتصاد، أو على صعيد العلاقات المشبوهة مع المليشيات الحوثية وتسليمها الجبهات.