الإدانة المزعومة.. واقع الحرب على الجنوب يفضح التلاعب الإخواني بالحقيقة
حمل تصريح المدعو محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح، عن ذكرى هجوم المليشيات الحوثية على صنعاء، محاولة إخوانية غير مستغربة، لغسل السمعة والإتجار بالحرب.
اليدومي، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، استلهم عداء مصطنعًا للحوثيين، دون أن يسمي المليشيات باسمها، متحدثًا عن خيانة وغدر قادت اليمن لما بلغه حاله في الوقت الراهن.
رجل الإخوان الأول - تنظيميًّا وليس تشغيليًّا - في تدوينته، لم يذكر الحوثيين اسمًا، لكنه وصف ذكرى 21 سبتمبر بأنه حدث صنعته قبح بشاعة الخيانة.
توصيف اليدومي لما جرى في صيف 2014، أثار سخرية عارمة من تنظيم الإخوان، فالرجل الذي يتحدث عن الخيانة، قال نشطاءٌ إن لسان حاله يعبّر أشد تعبير، عما تمارسه السلطة الإخوانية من خيانات بدأت في 21 سبتمبر نفسه.
حديث اليدومي عن الخيانة أعاد للذاكرة مشهد الخيانة الإخوانية نفسها، عندما انسحب جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر وهو على رأس الفرقة الأولى مدرع من صنعاء، تاركًا 20 طقمًا حوثيًّا يسيطرون على المحافظة دون مواجهات ودون خسائر.
سيناريو خيانات الإخوان تواصل واكتمل حتى الوقت الحالي، إذ تشهد عديد الجبهات انسحابات متتالية لمليشيا الشرعية الإرهابية، فقد حدث ذلك مؤخرًا في محافظة البيضاء عندما انسحب مليشيا الإخوان وتركت للحوثيين فرصة السيطرة على مركز الصومعة.
تلى ذلك خيانات إخوانية أخرى في محافظة شبوة، أتاحت للمليشيات الحوثية فرصة التمدد على الأرض، في محاولة لإعادة عجلات الزمن إلى الوراء، في وقتٍ كان فيه الجنوب مشوهة أراضيه بالسرطان الحوثي، قبل أن تستأصله القوات المسلحة الجنوبية.
ففي هذه الآونة، تسود حالة غضب جنوبية عارمة بعدما سلّمت مليشيا الشرعية الإخوانية مديرية بيجان في محافظة شبوة للحوثيين، علمًا بأن حضور المليشيات المدعومة من إيران على الأرض يأخذ نطاقات أوسع بفعل انسحاب مليشيا الشرعية من المواقع العسكرية.
ولعل ما يكشف حجم التواطؤ بين الإخوان والحوثيين في مديرية بيجان على وجه التحديد هو الأهمية الاستراتيجية واللوجتسية التي تتمتع بها، فهي تقع على مفترق طرق بين محافظات شبوة ومأرب والبيضاء وسط حدود جغرافية متشابكة.
كما أنّ المديرية غنية بالنفط، وبالتالي فإن هناك مساعي إخوانية حوثية لفرض السيطرة عليها بالتنسيق المشترك فيما بينهما، سرًا وعلنًا، ضمن حربهما الواضحة على الجنوب لنهب ثرواته ومصادرة مقدراته.
بالعودة إلى تصريح اليدومي، فإنّ ما جرى يلخص تعاطي قيادات الإخوان جميعهم، النافذين في معسكر الشرعية على صعيد واسع، مع الأوضاع القائمة على الأرض، فالحرب بالنسبة لهؤلاء تمثّل وسيلة للاستثمار السياسي والعسكري والتربح المالي.
ويرى محللون أنّ إقدام قيادات مليشيا الشرعية الإخوانية على التغريد والتدوين بعبارات قد تُظهر عداءً للحوثيين، ما هو إلا محاولة لغسل السمعة من قِبل هذا الفصيل الذي انخرط في علاقات تقارب مع المليشيات المدعومة من إيران، على نحو مكّن الأخيرة من تعاظم نفوذها بشكل كبير.