مخطط تطويق الجنوب.. تصعيد حوثي بدعم إخواني يشعل الجبهات

الأربعاء 22 سبتمبر 2021 13:28:11
 مخطط تطويق الجنوب.. تصعيد حوثي بدعم إخواني يشعل الجبهات

تكشف كل التطورات العسكرية القائمة عل الأرض، حجم المساعي الإخوانية والحوثية لتطويق الجنوب عبر أكثر من جبهة، في محاولة للإجهاز عليه.

ففي توقيت متزامن، استعرت الأوضاع في محافظتي الضالع وشبوة، بالتزامن مع انسحابات متواصلة من المواقع من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية، على نحو مكَّن المليشيات الحوثية الإرهابية من التمدّد على الأرض.

في جبهة مريس، أفشلت القوات المسلحة الجنوبية والمشتركة المرابطة في محور مريس، قبل ساعات، محاولة تسلل للمليشيات الحوثية أعقبها محاولة هجومية أخرى باتجاه مواقع القوات في وينان وحصن شداد والقائم والزيلة والقهرة.

وقال الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب إن عددًا كبيرًا من عناصر العدو الحوثية المتسللة لقيت مصرعها في مواجهات مباشرة.

وبهدف إخراج جرحاها، عمدت المليشيات الحوثية الإرهابية إلى شن قصف هستيري بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وقد استمرت المواجهات نحو ساعة، فيما شهدت الجبهة بعد ذلك مواجهات متقطعة لعدة ساعات.

ميدانيًّا أيضًا، اندلعت اشتباكات متقطعة في جبهة كرش بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الحوثي الإرهابية على امتداد قطاعات الجبهة، فيما تعاملت القوات المسلحة مع مصادر نيران العدو وتحركاته بقوة وحزم.

وفيما حاول الحوثيون إشعال المواجهات وتصعيدها في محافظة الضالع، فقد كان المشهد مشابهًا في محافظة شبوة، إذ تواصل المليشيات المدعومة من إيران عدوانها المسلح بتنسيق كبير مع مليشيا الشرعية الإخوانية.

خلال الساعات الماضية، انسحبت عناصر مليشيا الشرعية الإخوانية من مناطق في بيحان، لصالح المليشيات الحوثية، في مشهد فسّره محللون بأنه تبادل أدوار وصفقات سرية تجري بين الجانبين.

اللافت أنه في الوقت الذي يبذل فيه رجال المقاومة الجنوبية جهودًا بطولية في مواجهة المليشيات الحوثية، فقد رُصدت محاولات إخوانية للسطو على هذه الانتصارات، وقد تجلّى ذلك واضحًا في معلومات تروّجها وسائل إعلام موالية للإخوان، أو محللين ينتمون للتنظيم فكرًا أو مقابل أموال، بأنّ الشرعية تحقّق تقدمًا في مواجهة المليشيات.

ولعلّ ما تروجه كتائب الإخوان في هذا الإطار، يرد عليه الجنوبيون بعديد الوقائع على مدار الفترات الماضية، التي أظهرت حجم التآمر الإخواني لصالح الحوثيين، والتنسيق المشترك بين الجانبين.

من كل هذه التطورات، يُستدل على حقيقة واحدة وهي أنّ الشرعية تحاول بالتنسيق مع الحوثيين، تطويق الجنوب عبر أكثر من جبهة، تشهد جميعها تصعيدًا عسكريًّا متواصلًا، على نحو تنطلي عليه مخاوف ضخمة على أمن الجنوب واستقراره.

هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الشرعية للتعاون مع الحوثيين في هذا الإطار، فمن جانب يسعى الطرفان إلى الإجهاز على القضية الجنوبية ومن ثم عرقلة تحركات الجنوب، شعبًا وقيادة نحو استعادة دولته.

يرتبط هذا المسعى الإخواني بشكل واضح، بأن الشرعية تحاول النيل من القضية الجنوبية أولًا، ومن ثم يسهل التوافق مع الحوثيين على أرضية مشتركة، تضمن للمليشيات المدعومة من إيران السيطرة شمالًا، بينما يكون الجنوب رهن احتلال الشرعية الإخوانية.

إلى جانب ذلك، فإنّ خطة تطويق الجنوب لا تخلو من مساعٍ مادية أو مالية، فالثروات التي يزخر بها لا سيّما الثروة النفطية يضعها كل ن الشرعية والحوثيين على رأس الأولويات في محاولة للسطو عليها، ضمن مؤامرة أوسع نطاقًا لتشمل العمل على إذلال الجنوب وإفقار مواطنيه.