جرائم محور تعز.. كتائب مليشياوية منحها الإخوان صبغة رسمية
في كل المناطق التي ينشط فيها تنظيم الإخوان على مستوى العالم، فإنّ هذا الفصيل يجيد صناعة الكتائب المليشياوية التي تُوظَّف من أجل خدمة مصالح التنظيم سواء أمنيًّا أو عسكريًّا أو حتى أمنيًّا.
في الحالة اليمنية، فإنّ محور تعز أحد أبرز النماذج على هذا التوجّه الإخواني، فالمحور يضم عناصر غير نظامية، تعمل خارج نطاق القانون، لها سوابق عديدة في ممارسة صنوف ضخمة من الاعتداءات المروعة التي لم يسلم منها أحد.
إجراميًّا، فإنّ محور تعز يملك باعًا طويلة في ارتكاب الجرائم، بينها أو أحدثها مثلًا واقعة اعتداء عناصر المحور على سائق شاحنة، كان قد وثّق – وفق ناشطون - جريمة فرض جبايات لصالح قيادات المحور العسكري.
وتفرض القيادات العسكرية في محور تعز الموالي للإخوان، جبايات على الشاحنات، بما قاد السائقون إلى تنظيم إضراب عن العمل اعتراضًا على هذه الممارسات الإخوانية.
على صعيد آخر، فإن محور تعز الذي يتوسع في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين لقمعهم أو ابتزازهم، فهو في الوقت نفسه لا يوجه بوصلة إرهابه تجاه الجنوب، ويُستدل على ذلك بتحركاته العسكرية التي كان بينها، هذا الأسبوع، إلحاق عناصر إرهابية للنقاط الأمنية المنتشرة بين تعز ولحج؛ في خطوة فُسِّرت بأنّها تندرج في إطار الإرهاب الإخواني ضد الجنوب.
إقدام المليشيات الإخوانية على إدراج هذه العناصر في النقاط الأمنية أحدث الكثير من التخوفات من إمكانية شن عمليات إرهابية، لا سيّما أن هذه التحركات الميدانية تزامنت مع اجتماعات سرية تعقدها القيادات الإخوانية، بما يشير إلى أنّه يتم التحضير لشيء ما.
جرائم محور تعز تشمل أيضًا مساعي لتكوين ثروات مالية لقيادات الإخوان، إذ تستغل هذه العناصر سطوتها الأمنية والعسكرية وتتوسع في ارتكاب جرائم النهب والسطو، وقد حدث ذلك مؤخرًا بالكشف عن إقدام قيادة المحور على نهب إيرادات ضريبة القات، إلى جانب اعتقال متحصل الضريبة والمكلفين بالتحصيل.
وشوهد عناصر مسلحة تتبع محور تعز، قبل أيام، وهم يعتدون على على متحصلي ضريبة القات، وذلك في نقطة الخنجر بمدينة تعز، علمًا بأنّ هذه النقطة هي المركز الرئيسي للتحصيل.
إقدام محور تعز على ارتكاب هذه الجرائم متعددة الأوجه، يلخّص السياسات الحاكمة للإخوان، ومدى تمادي هذا الفصيل في تحقيق مصالحه بكل الطرق الممكنة.
على مدار الفترات الماضية، استغلّ حزب الإصلاح هيمنته على معسكر الشرعية، ونجح في السيطرة على محور تعز، شأنه شأن التشكيلات العسكرية التابعة للشرعية، والتي تحولت إلى بؤر لتجمع الإرهابيين الذين يتم منحهم صبغة رسمية لشرعنة أعمالهم، ومن ثم جرائمهم واعتداءاتهم.
وتعبيرًا عن حجم النفوذ الإخواني، فإن محور تعز يقوده المدعو خالد فاضل، كما أنّ عبده فرحان المخلافي عُيِّن مستشارًا لقائد المحور، في خطوات صبغت الهوية الإخوانية على المحور.
محور تعز يعمل بشكل مليشياوي بامتياز، إذ لا يعرف السلطة المؤسسية، لكنّ التعليمات تصل إليه من قيادات حزب الإصلاح، كما أنّ العناصر المجندة التي يتم إلحاقها في المحور لها سوابق إجرامية وإرهابية، وجميعها على علاقة بتنظيم الإخوان.