صورة بن عديو في صحراء شبوة.. تكتيك إخواني للإدعاء بمحاربة الحوثي
صورة مثيرة للسخرية قبل أن تعبر عن مكر وتحايل، تلك التي التقطت لمحافظ شبوة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو، في صحراء شبوة.
ففي وقت يتوغّل فيه الحوثيون في قلب شبوة، ضمن عمليات تسليم وتسلم بين المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، ومليشيا الشرعية الإخوانية، ظهر المدعو بن عديو، مرتديًّا بزة عسكرية ويشهر سلاحًا وجالسًا في سيارة بدى أنها عسكرية.
لم يكتفِ بن عديو، بهذه الحُلة الغريبة في مظهرها، وغير المستغربة في مضمونها ومخزاها، بذلك لكن أطلق العنان لحنجرته ليقذف سلسلة أكاذيب، الهدف منها واضح، وهو تلميع صورة الشرعية، التي تلوّثت بآثار الخيانة والتآمر.
الرسالة التي حاول بن عديو توجيهها كانت واضحة، فقد حاول الرجل الإدعاء بأنه وحزبه وتنظيمه يحاربون المليشيات الحوثية، بل ويتوعدونها بأقصى وأقسى الهزائم العسكرية.
التوقيت الذي ظهر فيه بن عديو بهذه الحُلة تزامن مع حقيقة أخرى، وهي تسليم مليشيا الشرعية الإخوانية مزيدًا من المواقع للمليشيات الحوثية، وللمفارقة فإن مديرية بيحان التي أطلّ منها المحافظ الإخواني سلّمت في نفس الوقت للمليشيات الحوثية دون اندلاع مواجهات أو إطلاق رصاصة واحدة.
ولكي تكتمل حيلة الشرعية للتلاعب بالحقيقة، فقد تلقّفت هذه الصورة المنصات الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح التي تتحرك بشكل منظم ومتوازٍ حتى وُصفت بـ"الكتائب الإلكترونية"، وأخذت تروّج لها للإدعاء بأن الشرعية تحارب الحوثيين.
هذه الواقعة تُضاف إلى سجل طويل مما أقدم عليه تنظيم الإخوان المهيمن على الشرعية، من تآمر عسكري مصحوبًا بحملات كاذبة لتحسين الصورة وتلميع الوجه.
حدث هذا الأمر منذ عام 2014، عندما فرّ الإرهابي علي محسن الأحمر على رأس المنطقة العسكرية الأولى التي كان بإمكانها صد هجوم حوثي كان قوامه 20 طقمًا عسكريًّا، لكنّ الخيانة الإخوانية قدّمت للحوثيين، صنعاء على طبق من ذهب.
أعقب ذلك سلسلة أخرى من التآمر بتسليم المواقع والجبهات لصالح المليشيات الحوثية الإرهابية، حتى أصبحت محافظات عديدة في قبضة الحوثيين حتى وصل الأمر حاليًّا إلى محاولة إعادة الوجود الحوثي على أرض الجنوب من جديد.
ومع كل محاولة للشرعية الإخوانية للحديث عن عدائها "المصطنع" للحوثيين، لا سيّما عبر التدوين والتغريد بمواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ التعليقات سرعان ما تكون حافلة باتهامات صاخبة تحمّل مليشيا الشرعية سبب تفاقم النفوذ الحوثي، ومن ثم إطالة أمد الحرب، حتى وصلت إلى أمدها الراهن.