تلوُّن إخوان الشرعية.. رقص على كل حبال الحرب والمال
في الوقت الذي يتوسع فيه الحوثيون ويتمددون عسكريًّا، يمارس إخوان الشرعية تلونًا سياسيًّا، يحمل تنظيرًا على أعباء الضعفاء، وتجسيدًا لحقيقة أن هذا الفصيل لا يكترث إلا بمصالحه ومكاسبه.
فبدون أن تطلق الشرعية الإخوانية رصاصة واحدة على الحوثيين، وفيما سيطرت المليشيات المدعومة من إيران على مواقع عديدة دون اشتباك ولو لدقيقة، لوحظ على مدار الساعات أو الأيام القليلة الماضية تنظيرًا لعناصر إخوانية تملك نفوذًا أو مقرّبة من دوائر صنع القرار.
تصريحات وتغريدات هذه العناصر تحاول إقناع الرأي العام بأنّ الشرعية تحارب الحوثيين، بل ويرسمون أطرًا للمواجهة، لكن حقيقة الأمر تشير إلى غير ذلك، إذ لا تزال الشرعية تسلم المواقع للحوثيين، منها ما حدث في شبوة من تمدّد حوثي ملحوظ إثر انسحابات إخوانية من المواقع وتسليمها للمليشيات المدعومة من إيران.
هذا الواقع الحادِث على الأرض، يرتبط أيضًا بأن الشرعية تتكسب في الأساس من الحرب الحوثية، وتعتبر وسيلة لتضخيم الثروات، لا سيّما عبر جرائم النهب والسطو على الموارد دون رقيب أو حسيب، وقد حقّق اقتصاد الحرب هذا ثروات طائلة لهذه العناصر.
لكن تآمر الشرعية وقياداتها وعناصرها وانبطاح الموالين لها، لا يمنع هؤلاء الأشخاص من الرقص على كل الحبال، عبر إطلاق تصريحات في الهواء، لا تعبّر عن موقف حقيقي بقدر ما تعتبر محاولة لمسايرة الموجة السائدة، ومن ثم ضمان تحقيق أكبر قدر من المكاسب.
ما يبرهن على ذلك، هو أنّ عداء حزب الإصلاح الأزلي موجه ضد الجنوب، وبوصلته تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي، وغاية الإخوان تتمثل في العمل على عرقلة القيادة الجنوبية عن تحقيق مزيد من المكاسب التي تمثّل هاجسًا مرعبًا ومخيفًا لتنظيم الإخوان على الأرض.
يُستدل على ذلك أيضًا، بأن الشرعية لا تمانع بأي حال من الأحوال من سقوط الجنوب في قبضة الحوثيين، بل إن الواقع الجاري على الأرض يكشف ويرصد ويوثّق حجم التنسيق الكبير فيما بينهما، باعتبار أنّ ضرب الجنوب هدفهما المشترك.
كل هذا لا يمنع عناصر الشرعية وسياسييها من إطلاق تصريحات قد تبدو معادية للحوثيين، وذلك من منطلق محاولة تحسين الصورة وتلميعها، واتخاذ ذلك سبيلًا نحو تسجيل حضور دائم، ويُشكل هذا الحضور وسيلة لأموال تُدر عليهم سواء عبر دعم من تنظيمات بعينها، أو ضمان فرصة ظهور إعلامي (تلفزيوني) كمصدر للتربح، وإن كان من خلال المزايدة أو المتاجرة أو التلاعب بالحقيقة، وكلها سمات إخوانية بات متعارف عليها بشكل كبير.