جيشٌ فاسدٌ خائنٌ ومتآمر
رأي المشهد العربي
فجرت السيطرة الحوثية، على مناطق شاسعة من محافظة شبوة، غضبًا جنوبيًّا عارمًا مُعلنًا، وربما غضبًا إقليميًّا غير معلن، من ممارسات الشرعية الإخوانية على الأرض.
سيطرة الحوثيين على مناطق مثل مديرية بيحان، لم تتم بمواجهات شاقة ولم تكبّد المليشيات المدعومة من إيران أي خسائر لأنها في الأساس لم تقاتل، بل إن ما جرى هو خيانة إخوانية قديمة متجددة، تتمثل في الانسحاب مبكرًا وترك الموقع بعتاده وأسلحته لمليشيات الإرهاب.
المخيف نوعًا ما في سيطرة الحوثيين على مديرية بيحان هو موقعها الاسراتيجي المهم، فمن جانب هي محاذية لحدود صحراوية شاسعة مع محافظة مأرب التي تنسحب مليشيا الإخوان منها أيضًا، وبالتالي وجد الحوثة أنفسهم أمام فرصة قوية – مُعزَّزة بخيانة إخوانية – لإمكانية تطويق المنطقة عبر تحشيدات عسكرية متواصلة.
البُعد الآخر يتمثل في قرب مديرية بيحان من حقول النفط مثل صافر وجنة إلى جانب خط نقل الغاز المسال، وبالتالي فهي منطقة غنية بهذه الثروة من الذهب الأسود، لتجد المليشيات نفسها أيضًا أمام فرصة حقيقية لنهب هذه الثروات.
كل هذا الذي يحدث على الأرض يقدّم دليلًا دامغًا ذو دلالة واضحة على حجم خيانة الشرعية التي تُسيرها أجندة إخوانية الهوى، تضمنت في أحد أوجهها تسليم المواقع للمليشيات الحوثية.
وفيما بات التآمر الحوثي على الجنوب حقيقة قائمة وواقعًا مخيفًا، فإنّ الحقيقة التي باتت واضحة أيضًا هي أنّ كتائب الشرعية، المسماة زورًا وتلاعبًا بـ"الجيش الوطني"، ستظل خطرًا على أمن الإقليم برمته وليس الجنوب فحسب.
فجيش خائن تآمر على أرضه أصلًا وامتدت جرائمه لتطال الجنوب، إلى جانب قياداته التي ملّ الناسُ من إحصاء أدلة فسادهم، لن يتوقع منه أن يحارب الحوثيين أبدًا، بل ينخرط في علاقات تقارب مع المليشيات، لتحقيق أهدافهما الخبيثة.
هذه الحقائق الدامغة تعني أنّ الشرعية التي تظهر أو تحاول الظهور أمام المجتمع الدولي بأنها طرفٌ مجني عليه ومغلوب على أمره يتعرض لحرب من كل جيوش الدنيا، تظل سببًا رئيسيًّا فيما آلت إليه الأوضاع الآن، ولا يُعرف إلى أين ستتجه دفة الأمور فيما هو قادم.