تبريكات وتعازي وأشياء أخرى.. قيادات الشرعية تغرد خارج سياق الحرب
في وقت تتمدد فيه المليشيات الحوثية على الأرض في ميادين شتى، فإنّ قيادات الشرعية الإخوانية يثبتون يومًا بعد يوم، أنّهم خارج السياق، وبعيدون عن الحرب ومجرياتها.
الأيام الماضية كانت شاهدة على توسع نفوذ الحوثيين على الأرض، حيث سيطرت المليشيات المدعومة من إيران على عدة مناطق بعد خيانة جديدة مارستها مليشيا الشرعية، تمثّلت في الانسحاب من الجبهات وتسليم المواقع.
حدث ذلك مثلًا في محافظة شبوة، إذ سيطرت مليشيا الحوثي على مناطق شتى هناك، بتآمر واضح للعيان من قِبل الشرعية الإخوانية، وقد سقطت مديريات ذات أهمية استراتيجية ولوجستية كبيرة، وهو ما برهن على حجم المؤامرة الإخوانية – الحوثية على الجنوب.
الأمر نفسه أيضًا حدث في محافظة البيضاء عندما سلّمت مليشيا الشرعية مركز الصومعة للمليشيات الحوثية، وبالتالي سنحت الفرصة أمام "الأخيرة" للتمدّد صوب الجنوب، باعتبار أن شبوة وأبين محاذيتان لمحافظة البيضاء.
أحدث وقائع الخيانة الإخوانية، وقعت خلال الساعات الماضية، حيث سلمت مليشيا الشرعية، عقبة ملعا الاستراتيجية الواقعة بين مديريتي الجوبة وحريب بمحافظة مأرب، إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وخلال يومين فقط، سلّمت مليشيا الشرعية خمس مديريات في شبوة ومأرب، علمًا بأنّ هذه المناطق كانت في قبضة مليشيا الشرعية الإخوانية.
ورُصدت عشرات المواقع والمعسكرات التابعة لمليشيا الإخوان، وهم يتم إخلاؤها بشكل منظم، لتسهيل دخول المليشيات الحوثية إلى هذه المناطق، ضمن خطة شيطانية تستهدف تطويق الجنوب.
تمدّد الحوثيين على هذا النحو، يعيد عقارب الزمن إلى الوراء فيما يخص إعادة تموضع المليشيات في مناطق كانت قد أزيحت منها بفضل بطولات سطّرتها القوات المسلحة بدعم من القوات المسلحة الإماراتية.
في خضم كل ذلك، تبقى قيادات الشرعية الإخوانية لا سيّما جنرال الإرهابي علي محسن الأحمر ووزير الدفاع المدعو محمد علي المقدشي خارج السياق بشكل كبير.
فالأحمر لا يشغل بالًا أو يولي اهتمامًا بتمدد الحوثيين أرضًا، لكن الرجل مهتم بإرسال برقيات التعازي أو عبارات التهنئة، وتبقى أبعد ما يمكنه فعله هو الاتصال بمحافظ أي منطقة تسقط في قبضة الحوثيين، وهو إجراء هش لا يغيّر من حقيقة الأمر الحادث.
على الدرب نفسه، يغفل المدعو المقدشي التطورات الراهنة، ويبقى متواريًّا بعيدًا عن الأنظار، ففي وقت سيطرة المليشيات على عديد المناطق كان المقدشي في جولة خارجية، لكنّه لم يقطعها أو حتى يهتم بتطورات الأحداث على هامشها.
يستدل على ذلك من خلال رصد محتوى الإعلام الرسمي التابع للشرعية، وهي منصات إخوانية تخدم أهداف ومصالح حزب الإصلاح بشكل كامل، إذ يتم تسليط الضوء على مكالمات وبرقيات قيادات الشرعية، وفي أبعد صنوف المواجهة بالنسبة لهم يتم ترديد تصريحات أو شعارات تدغدغ مشاعر الضعفاء، في محاولة لرسم صورة مزعومة بأنّ الشرعية تحارب الحوثيين، لتجميل صورتها ليس أكثر.
هذه السياسات التي تتبعها قيادات الشرعية الإخوانية، تعبر عن أنّ الحرب بالنسبة لهؤلاء ما هي إلى وسيلة استثمارية تُمكّنهم من التربح وتحقيق ثروات ضخمة، وبالتالي فإنّ من مصلحتهم إطالة أمد الحرب، وإفساح المجال أمام تمدّد نفوذ المليشيات الحوثية على الأرض.