محاكمات سياسية وعسكرية.. قصاصٌ مطلوب من جُرم إخوان الشرعية
حوّل حزّب الإصلاح، بفعل خيانته وتآمره، الجنوب واليمن على حد سواء لمواقع تهديد ونفوذ من قِبل المليشيات الحوثية، وهو ما أثار غضبًا عارمًا ضد قيادات الحزب الإخواني.
ورشحت في الآونة الأخيرة، الكثير من المطالب بمحاكمة القيادات الإخوانية، نظرًا لممارستها خيانة عسكرية، منحت المليشيات الحوثية سيطرة على عديد المواقع، علمًا بأن الخيانات تفاقمت حدتها في الأيام الماضية.
في الواقع، فإنّ تسليم المواقع والانسحاب والهروب منها هي جريمة إخوانية متواصلة منذ زمن بعيد، بدأت عام 2014 وتحديدًا في الـ21 من سبتمبر عندما فرّ الإرهابي علي محسن الأحمر وهو يقود المنطقة العسكرية الأولى، تاركًا لـ20 طقمًا حوثيًّا فرصة السيطرة "السهلة" على محافظة صنعاء.
وعلى مدار أكثر من سبع سنوات، لم تولي مليشيا الإخوان أي اهتمام بالعمل على مواجهة الحوثيين، بل إنها لم تتوقف عن خياناتها العسكرية بتسليم المواقع والجبهات للمليشيات، وقد استمر هذا التآمر حتى الوقت الحالي.
ففي محافظة شبوة، سيطرت مليشيا الحوثي على عدة مناطق بتآمر واضح للعيان من قِبل الشرعية الإخوانية، كما سيطر الحوثيون على مركز الصومعة في محافظة البيضاء، وكذا عقبة ملعا الاستراتيجية الواقعة بين مديريتي الجوبة وحريب بمحافظة مأرب، في عمليات تسليم وتسلم.
إقدام مليشيا الشرعية على هذه الممارسات يعني أنّ تنظيم الإخوان لا يقتصر بمجرد المواراة عن محاربة الحوثيين، بل يتمادى ويعمل على توسيع دائرة نفوذ المليشيات على الأرض، في خيانة عسكرية واضحة للجميع.
وعلى ما يبدو، تشعر المليشيات الحوثية بأمان تام في تسيير مخططها الإرهابي، مدعومة بما تمارسه مليشيا الشرعية من خيانات متواصلة، وقد التقطت صورٌ لعناصر إخوانية استقبلت الحوثيين بالأحضان، بعد تسليمهم عدة مناطق في محافظة شبوة.
وفيما يمثّل التمدّد الحوثي تهديدًا حقيقيًّا للأمن والاستقرار، سواء في الجنوب أو في المنطقة برمتها، باعتبار أن تنظيم الإخوان بعلاقاته المتشعبة مع الفصائل المتطرفة بما في ذلك الحوثيون أنفسهم، وبالتالي قد تُستخدم هذه العناصر كورقة تهديد حقيقية.
ودقّ الكثيرون ناقوس الخطر، وطالبوا بالعمل على محاكمة القيادات الإخوانية سياسيًّا وعسكريًّا قبل فوات الأوان، باعتبار أنّ استمرار مليشيا الشرعية في هذه الممارسات ستعيد الأمور إلى مربع الصفر وتُجهِز على المكاسب التي تحققت خلال الفترات الماضية في محاربة المشروع الحوثي المدعوم إيرانيًّا.
هذا الخطر عبّر عنه بكل وضوح المقدم محمد النقيب المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية، الذي قال: "حذرنا منذ وقت مبكر من أن تسليم شبوة للإخوان ستكون نتائجه عودة التنظيمات الإرهابية والحوثي".
وأضاف المتحدث العسكري: "كانت شواهد خطورة ما حذرنا منه تتجلى بسلوك مليشيات الإخوان، سواء في تخليها عن مواجهة الحوثي أو في حملاتها العسكرية التي حاولت من خلالها كسر روح المقاومة".