أسباب حرب الخدمات الإخوانية على الجنوب.. نقص الكهرباء نموذجًا

الجمعة 24 سبتمبر 2021 14:03:00
أسباب حرب الخدمات الإخوانية على الجنوب.. نقص الكهرباء نموذجًا

يعيش الجنوب تحت وقع أزمات معيشية تتفاقم حدتها بشكل مستمر، ضمن حرب خدمات تشنها الشرعية الإخوانية، تقوم على إشعال فتيل الأزمات المعيشية، في محاولة لتفجير قنبلة من الفوضى المجتمعية.

في العاصمة عدن، تتجه الأمور نحو وضع أكثر التهابًا، فمن بين عديد الأزمات التي تغرق بين أُطرها، يمثّل نقص الكهرباء إحدى الأزمات المروعة التي تعاني منها العاصمة منذ فترة طويلة للغاية.

وأظهر بيانٌ صادرٌ عن مؤسسة الكهرباء في العاصمة عدن، اتجاه الأمور نحو مزيد من الصعوبات والتعقيدات، إذ أعلنت المؤسسة بدء توقف محطات التوليد الكهرباء، اليوم الجمعة، مع نفاد إمدادات وقود الديزل.

الشركة عبّرت عن أسفها مع زيادة ساعات انقطاع الكهرباء في عدن، مطالبة جميع الجهات المعنية بتزويد محطات الكهرباء، بالوقود.

محطات الكهرباء في العاصمة عدن تحتاج كمية كبيرة جدا من الوقود، بما يقارب 1500 طن يوميًّا من الديزل فقط لضمان إتاحة، بخلاف كميات المازوت التي تعمل بها بعض المحطات.

وترفض الشرعية، تدبير احتياجات الشركة من الوقود لضمان الاستمرار في تشغيل الخدمة، وترى في ذلك سلاحًا في العمل على إثارة النعرات المعيشية في الجنوب.

فيما تعبّر هذه الأزمة عن صعوبة الأوضاع المعيشية في عدن كأحد القطاعات الرئيسية التي تؤرق حياة المواطنين، فهناك مخططات تنفّذ من قِبل تيار الإخوان المهيمن على الشرعية، في محاولة لصناعة أزمات متعددة الأوجه لإغراق العاصمة بها.

هناك الكثير من الأسباب التي تقود الأوضاع المعيشية في العاصمة عدن نحو مزيد من التأزيم، ليس أقلها نهب الموارد التي تصادرها وتسطو عليها قيادات الشرعية، وتحديدًا إلى معسكر الرئاسة، الذي يضم مجموعة من القيادات الموالية لتنظيم الإخوان، والمتهمة بارتكاب الكثير من جرائم الفساد.

في الوقت نفسه، تزرع الشرعية الكثير من العراقيل أمام تحسين الوضع المعيشي في الجنوب وتحديدًا في العاصمة عدن، وهو ما مثّل سببًا لعجز السلطة المحلية عن تقديم الخدمات للمواطنين.

ولعل سببًا ثالثًا يتسبّب في تأزيم الوضع المعيشي على كل المستويات، يتمثّل في إثقال كاهل العاصمة بتجمعات بشرية تدخل إلى العاصمة تحت مسمى نازحين، لكنها عبارة عن هجرة اقتصادية، علمًا بأنّ هذه التكدسات البشرية تُثقل كاهل العاصمة بالكثير من التحديات التي تفوق القدرة على التحمل.

ويصف الجنوبيون ما يتعرضون له من أزمات معيشية متعمدة بأنها عقاب جماعي على هويتهم الجنوبية، كما أنّ التخلص من هذه الأعباء "المصنوعة عمدًا" لن يتحقق من دون إزاحة النفوذ الإخواني من الجنوب بشكل كامل.

في الوقت نفسه، فإنّ الشرعية وهي تعمل على تأزيم الوضع المعيشي في الجنوب وتحديدًا في العاصمة عدن، فهي تسعى أيضًا لمحاولة إثقال كاهل المجلس الانتقالي وإشغاله في هذه مواجهة التحديات بغية عرقلة جهوده الرامية إلى تحقيق حلم الشعب الجنوبي المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.