زيارة جيك سوليفان للسعودية.. دلالات التجاهل الأمريكي لهادي وشرعيته
أظهرت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للمنطقة، كيفية تعاطي أحد أهم الأطراف الدولية الفاعلة مع الأزمة في اليمن، والتي تقوم في أحد جوانبها تجاهل الشرعية بعدها ظهر وهنُها على صعيد واسع.
جولة سوليفان للمنطقة شملت زيارة السعودية ومصر والإمارات، علمًا بأن جولته في المملكة تضمّنت عقده لقاء مع ولي عهد السعودي محمد بن سلمان، لكنّه تجاهل – ربما عمدًا – الاجتماع مع قيادات الشرعية، سواء "المؤقت" عبد ربه منصور هادي أو أحد رجاله.
في المملكة، بحث مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان مع ولي العهد السعودي، تطورات الأزمة اليمن.
اللقاء حضره مسؤولون سعوديون، وهم نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووزير الحرس الوطني الأمير عبد الله بن بندر، ووزير الدولة ومستشار الأمن الوطني مساعد العيبان.
وبحسب مصدر دبلوماسي تحدّث لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، فقد اتفق الجانبان على تكثيف الحوار الدبلوماسي بما يهدف إلى إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن.
وشدد ولي العهد، خلال اللقاء، على مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية والتي تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، ودعم مقترح الأمم المتحدة بشأن السماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لرحلات من وإلى محطات مختارة، إضافة إلى الرحلات الإغاثية الحالية، وبدء المشاورات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
في المقابل، أكّد سوليفان دعم بلاده لهدف المملكة بالدفع نحو حل سياسي دائم وإنهاء النزاع، وتأييدها لهذه المقترحات وجهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي للأزمة.
وفيما تندرج جولة سوليفان الدبلوماسية نحو تعزيز الجهود الدولية نحو إرساء حل سياسي قوي مدعومة بإرادة من قِبل المجتمع الدولي لوضع حد للحرب القائمة منذ صيف 2014.
لكن في الوقت نفسه، فإنّ زيارة سوليفان للسعودية ولقائه بولي العهد السعوددي ومسؤولين بارزين بالمملكة شهدت في الوقت نفسه تجاهلًا لقيادات الشرعية، وهو أمر لا يمكن اعتباره جاء من قبيل المصادفة.
وبات واضحًا أنّ هناك اعترافًا دوليًّا بأنّ الشرعية أصبحت طرفًا واهنًا لا يملك شيئًا على الأرض ليقدمه، وأنّها ليست المكون الذي يمكن الارتكان عليه لوضع أسس فعلية لوقف الحرب وإنهاء الأزمة عمّا قريب.
هذا التجاهل الأمريكي جاء في ظل موجة غضب حادة من السياسات التي تتبعها الشرعية الإخوانية، والتي خدمت المليشيات الحوثية، من خلال تسليم المواقع والجبهات للمليشيات المدعومة من إيران.
وزاد الغضب من الشرعية بعدما توسّع الحوثيون مؤخرًا في جبهات شبوة وأبين والبيضاء ومأرب، في تمدّد وسّع النفوذ الذراع الإيرانية، كما فرض تحديات مخيفة على أُطر الحرب القائمة، ومنح المليشيات المدعومة من إيران، فرصة تحقيق مكاسب سياسية على طاولة أي مفاوضات للحل السياسي.
ويمكن القول إن هذه السياسات التي اتبعتها الشرعية على مدار الفترة الماضية أثارًا نفورًا دوليًّا منها، بعدما كانت قد نجحت في فترات ماضية، أن تسوِّق نفسها على أنّها الطرف المجني عليه، وهي في سبيل ذلك حصلت على دعم هائل يُصنّف بأنه أكثر نظام حصل على دعم من قِبل المجتمع الدولي.
إلا أنّ الشرعية حوّلت هذا الدعم إلى وسيلة للتمادي في جرائم النهب والسطو على صعيد واسع، وتكوين الثروات الضخمة، كما حافظت على نفوذها بالتنسيق مع المليشيات الحوثية على الأرض.