قتل واغتصاب الأطفال.. التراخي الأممي يمنح الحوثيين رخصة الانتهاك الفظيع
يمثّل التعاطي الدولي، إزاء جرائم الحوثيين دافعًا حقيقيًّا أمام تمادي المليشيات المدعومة من إيران، في ارتكاب جرائم حرب تُكبِّد ضحاياها كلفة لا تُطاق على الإطلاق.
أظهرت معلومات حقوقية حديثة، تماهيًّا حوثيًّا في ارتكاب العديد من الجرائم في معسكرات التجنيد، التي تفرضها المليشيات على مختلف الفئات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عملًا على إطالة أمد الحرب.
وتتنوع الاعتداءات والجرائم الحوثية، بين القتل والتعذيب وسوء المعاملة وصولًا إلى الجريمة الأشد بشاعة والمنتشرة على نطاق واسع في معسكرات التجنيد الحوثية، والتي تتمثّل في اغتصاب الأطفال.
ونبّهت مصادر حقوقية، أنّ أهالي هؤلاء الأطفال ينمو إلى علمهم حقيقة تعرّض أبنائهم للاغتصاب إلا أنّهم يلتزمون الصمت خوفًا من العار الذي يظنون أنّه سيلاحقهم إذا ما كشفوا أمر فاجعة ما يتعرض له أبناؤهم.
كما أن المليشيات الحوثية، تدفع بهؤلاء الأطفال إلى جبهات القتال بعد أن تستنفذ رغباتها منهم، بل وتزج بهم في الصفوف الأولى، وبالتالي يكونون عرضة لخطر شديد، وهو ما يُلاحظ بشكل واضح في مراسم تشييع جماعية تُنظم لأطفال قضوا في الجبهات.
ومؤخرًا، كُشف النقاب عن مقتل 640 طفلا ممن جندتهم قسرا مليشيا الحوثي للقتال في صفوفها، إلى جانب أعداد كبيرة ممن تم إعدامهم أو اعتقالهم في إرهاب تنفّذه المليشيات خارج إطار القانون لمن يرفضون القتال في صفوفها.
وتتراوح أعمار الأطفال الضحايا الذين تمّ تجنيدهم وقتلوا خلال المعارك في آخر ستة أشهر، بين 13 إلى 17 عامًا، علمًا بأنّ 13 طفلًا من بين الضحايا تمّ ضمهم إلحاقهم بما يُعرف بـ"الجهاز الإعلامي الحربي"، وتم تشييعم في جنائز معلنة.
تفاقم الجرائم الحوثية ضد الأطفال أثارت الكثير من المطالب حول ضرورة إحالة هذه الاعتداءات لا سيّما تجنيد الأطفال إلى المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة القيادات الحوثية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وهناك قيادات حوثية توجه إليها اتهامات مباشرة في هذا الصدد، بينهم يحيى بدر الدين الحوثي، ومحمد علي الحوثي، ومحمد بدر الدين الحوثي وعبد الكريم أمير الدين الحوثي، وعبد المجيد الحوثي.
ودون احتساب الجرائم التي لا يعرف عنها شيء، فقد بلغ عدد الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الإرهابية ضد الأطفال نحو 21 ألف انتهاك، كما أدّى الإرهاب الحوثي كذلك إلى تشريد عشرات الآلاف من الأطفال.
تدمير حياة الأطفال الناجم عن الحرب الحوثية لا يقتصر على ما سبق استعراضه، لكنّ المليشيات المدعومة من إيران صنعت قائمة طويلة من الضحايا ممن ألمت بهم الحرب وحاصرتهم بواقع مؤلم.
وبفعل الاعتداءات الجسدية والأزمات الإنسانية، يعيش أعداد ضخمة من الأطفال وضعًا نفسيًّا صعبًا من جرّاء الأهوال التي ارتكبتها المليشيات.
الإرهاب الحوثي المتفاقم قاد الأمم المتحدة، إلى خطوة وُصفت بأنها متأخرة إلى حد بعيد، وذلك عندما قررت إدراج مليشيا الحوثي ضمن اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال.
وعلى الرغم من أهمية الخطوة التي طال انتظرها من قِبل كثيرين، إلا أنّها لم تؤدِ – على الأقل حتى الآن - إلى تغيير فعلي يوقف الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات المدعومة من إيران.
ويرى مختصون، أن إجبار المليشيات الحوثية على وقف ممارسة هذه الاعتداء يتطلب تدخلًا أمميًّا حازمًا، ليس أقله معاقبة المليشيات وقياداتها البارزة بحكم مسؤولياتها الكاملة عن تفاقم الأوضاع والتمادي في ارتكاب الاعتداءات والانتهاكات.