الحرب على الجنوب.. مضخات إيرانية لتسليح وتمويل المليشيات الحوثية

الجمعة 1 أكتوبر 2021 17:43:50
الحرب على الجنوب.. "مضخات إيرانية" لتسليح وتمويل المليشيات الحوثية

في الوقت الذي تواصل فيه المليشيات الحوثية إشعال حربها العبثية القائمة منذ صيف 2014، فإنّ أصابع الاتهام تتجه صوب إيران التي لا تتوقف عن تسليح المليشيات الإرهابية، لتوظيفها كذراع خدمة المصالح الفارسية في المنطقة.

أحد الأهداف التي حدّدتها إيران للمليشيات الحوثية، يتمثّل في ضرب قضية الجنوب ومحاولة العمل على احتلال أراضيه بشتى الطرق، ومن أجل ذلك قدّمت طهران صنوفًا ضخمة من الدعم تسليحًا وتمويلًا للمليشيات.

وحتى الآن، تتجاهل إيران مبادئ القانون الدولي وتواصل العمل على تسليح المليشيات الحوثية، وقد تم الكشف مؤخرًا عن أربع شبكات إيرانية تموِّل الإرهاب الحوثي.

أولى هذه الشبكات تتمثّل في شبكة باسم "القائد المشفر" ويقودها عبد الله شهلايي القيادي البارز بالحرس الثوري ومساعد قائد فيلق القدس لشؤون اليمن، وقد أسّس الشبكة عبر مجموعة من العسكريين والتجار بهدف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.

وهذا العنصر تطارده السلطات الأمريكية إذ أعلنت عن مكافأة 15 مليون دولار للإيقاع به.

ثاني الشبكات تتمثّل في "بهنام شهرياري"، نسبة إلى قيادي بالحرس الثوري يتولى مسؤولية تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية عن طريق البحر.

وهناك شبكة أخرى تُسمى "نقل العلوم الهندسية"، وهي تضم خبراء من الحرس الثوري الإرهابي، وتختص بتصنيع الصواريخ الباليستية.

وهذه الشبكة ساعدت المليشيات الحوثية على استلام شحنات من الأسلحة، كما عملت على تدريب المليشيات على تقنيات الصواريخ.

يُشار إلى أنّ عددًا من أعضاء هذه الشبكة تمّ إدراجهم في قائمة العقوبات الأمريكية عام 2018، على خلفية تورطهم في نقل تقنيات تصنيع الصواريخ إلى مليشيات بالمنطقة.

الشركة الرابعة هي "سعيد الجمال"، نسبة إلى سعيد أحمد محمد الجمال وهو مستثمر يمني موالٍ للحوثيين ومقيم في إيران، ومتورط في عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.

هذه الشبكات جزءٌ من أعمال التهريب والتسليح الذي تقدّمه إيران للمليشيات الحوثية لتمكينها من مواصلة أعمالها الإرهابية وتهديدها للجنوب، علمًا بأنّ الأيام الماضية شهدت تفاقمًا في الإرهاب الذي تشنه المليشيات الحوثية ضد الجنوب وتحديدًا في محافظتي شبوة وأبين.

ولا يمكن فصل الشرعية الإخوانية عما يجري الأرض، إذ يجمعها تنسيق مستمر مع المليشيات الحوثية، وتجلّى ذلك في انسحابها من المواقع وتحديدًا في شبوة وأيضًا في الصومعة بمحافظة البيضاء، على نحوٍ قاد المليشيات المدعومة من إيران للتمدّد صوب شبوة وأبين.

التطورات الجارية على الأرض تشير إلى مساعٍ متواصلة للمعسكر الحوثي الإخواني بأن يكون هناك حضور لهذه المليشيات على الأرض في الجنوب، لإثارة فوضى عارمة على أراضيه والحيلولة دون تحقيق مزيد من المكاسب للقضية الجنوبية.

وتضع المليشيات الحوثية، ومن ورائها إيران، قضية الجنوب على قائمة أولويات الاستهداف، وذلك منعًا لأن يستعيد الجنوبيون دولتهم، ليكون للحوثيين نفوذ على نطاق أوسع، إلى جانب ضمان السيطرة على منابع النفط والغاز، إلى جانب محاولة الاستفادة من موقع استراتيجي له مكانة فريدة على خريطة الإقليم.

وترى طهران، أنّ ضرب القضية الجنوبية وتمكين حزب الإصلاح من أن يكون له نفوذ على الأرض في الجنوب، سيكون وسيلة متاحة لإمكانية إيجاد نفوذ للمليشيات الحوثية على الأرض.

يُستدل على ذلك، بأنّ الجنوب وقف على مدار الفترات الماضية، شوكة في محاولات الاستهداف الحوثي، وقد حقّقت القوات المسلحة الجنوبية انتصارات ملحمية رغم شح الإمكانيات في مواجهة فصيل مسلح يحصل على دعم عسكري لا يتوقف على الإطلاق.