اعتقالات وانتهاكات وأزمات.. شبوة تئن تحت وطأة فساد الشرعية وخيانتها
تعاني محافظة شبوة من أوضاع بالغة الصعوبة بعد أن ضاعفت الشرعية الإخوانية جرائمها بحق المواطنين خلال الأيام الماضية في الوقت الذي تعرضت فيه الخدمات العامة بالمحافظة للتخريب المتعمد من جانب مليشيات الإخوان وأخيرا العناصر المدعومة من إيران بعد أن تواجدت في عدد من مديريات المحافظة، الأمر الذي ينبأ بانفجار الأوضاع داخل المحافظة بعد تعرض المواطنون لكافة أنواع الانتهاكات.
اختطفت مليشيات الشرعية الإخوانية، أمس السبت، قاضيًا وأشقائه وأبناء عمومته، في مديرية الروضة بمحافظة شبوة، لاعتراضهم على التسرب النفطي المستمر بمنطقتهم، حيث داهم مسلحو المليشيات الإخوانية، منزل القاضي عبدالله علي حبتور، واعتقلته مع سبعة من أفراد أسرته واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وبحسب مصادر محلية في المديرية فإن المنطقة تعاني من تسرب النفط إلى بطون الأودية والأراضي الزراعية، ويختلط بالمياه الجارية، في ظل رفض من السلطة الإخوانية إصلاح الأنبوب المتهالك منذ ثلاث سنوات.
يأتي ذلك في الوقت الذي وجه فيه محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو، بتخفيض المواصفات الفنية لمشروع الصرف الصحي في مدينة عتق، للاستقطاع من موازنة المشروع، والتربح منه وإيجاد مبرر وهمي لسرقة مخصصاته على مرأى ومسمع من الجميع.
وكشفت مصادر مطلعة، أن الدراسة الهندسية للمشروع أوصت بإنشاء خط صرف بمقاس 24 إنشًا للقضاء على أزمة طفح المجاري، وأوضحت أن المدعو عديو قرر خفض المواصفات الفنية للمشروع إلى 6 إنشات فقط، للتربح من موازنة المشروع المقدرة بسبعة ملايين ونصف المليون دولار.
وتعاني جملة من الأزمات المعيشية الأخرى على رأسها انقطاع المياه والتي تستمر للشهر الثاني على التوالي في مدينة عتق دون ، دون تدخل من السلطة الإخوانية في المحافظة، وانقطعت المياه عن منازل المواطنين، منذ مطلع شهر سبتمبر الماضي، وسط معاناة إنسانية متفاقمة جراء الأزمة، وكشف مواطنون أن في حالة عودة المياه لا تتجاوز دقائق في الشهر، مطالبين بحلول عاجلة لإنقاذ المواطنين من الوضع المأساوي.
هذا إلى جانب أزمات شح المحروقات والتي ترتب عليها زيادة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة على مدار اليوم، في الوقت الذي تعمل فيه الشرعية الإخوانية على مضاعفة أسعار المشتقات النفطية والتي قامت بزيادتها مرتين متتاليين خلال الأسبوع الماضي، في حين أن المحافظة بالأساس غنية بالنفط الذي تقوم بتهريبه إلى العناصر المدعومة من إيران.
في السابق كانت شبوة تعاني من الأزمات الخدمية والانتهاكات اليومية التي ترتكبها الشرعية الإخوانية، لكن الآن أضحى المواطنون تحت وطأة جرائمها المتكررة وخيانتها أيضًا بعد أن سلمت مديرية بيحان وعدد من المناطق الأخرى للمليشيات الحوثية التي بدورها تقوم بممارسة ذات الانتهاكات التي تقوم بها الشرعية.
أضحت شبوة الآن تحت وطأة الاحتلال الإخواني والحوثي في آن واحد، ومن المتوقع أن تتضاعف الانتهاكات ضد المواطنين في ظل محاولة كل طرف الحفاظ على حالة التعايش بينهما، في ظل حالة التراخي الدولي في التعامل مع خطر الإرهاب الوارد من الطرفين، لكن في المقابل فإن التعويل على صمود أبناء المحافظة الذين دافعوا ببسالة عنها وقفوا حائط صد منيع أمام مليشيات الإخوان التي وجدت نفسها محاصرة وفتحت منافذ عديدة للعناصر المدعومة من إيران لمساعدتها في فك هذا الحصار.