انهيار الليرة التركية.. قرارات أردوغان الفاشلة وراء طوابير الخبز المدعم في اسطنبول
تداولت العملة التركية اليوم الخميس عند مستوى 14.24 ليرة للدولار، وشهدت أسواق المال انهيار الليرة التركية، أمس الأربعاء بنحو 7% وهبطت إلى مستوى قياسي ليبلغ الدولار 15 ليرة قبل أن تغير مسارها بعدما تدخل البنك المركزي التركي للمرة الرابعة في أسبوعين في محاولة فاشلة لدعمها.
وجاء انهيار الليرة التركية إلى نحو 50% من قيمتها منذ بداية العام بفعل خفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيسي، الذي بلغ 400 نقطة أساس منذ سبتمبر الماضي، بسبب قرارت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
انهيار الليرة أمام عملتهم.. البلغار يتدفقون إلى تركيا للتسوق
كان المواطنون الأتراك يذهبون إلى بلغاريا للتسوق في الماضي، ولكن بعد ارتفاع أسعار الصرف، انعكس الوضع حيث تدفق المواطنون البلغار إلى تركيا من أجل التسوق، بعد انهيار الليرة التركية أمام عملتهم المحلية الليف البلغاري أيضًا.
وقالت تقارير اقتصادية إن الليرة التركية أصبحت من بين العملات التي فقدت أكبر قيمة في العالم في عام 2021، مما أدى إلى تدفق عدد كبير من السياح إلى تركيا من البلد المجاور بلغاريا.
وكان الليف البلغاري الواحد يبلغ 5.33 ليرة تركية في يونيو 2021، ليرتفع إلى 8.44 ليرة تركية في 15 ديسمبر 2021.
واكتسب الليف قيمة 60 في المائة مقابل TL في 6 أشهر فقط، حيث ارتفع سعر الليف، الذي كان يبلغ 7 ليرة تركية في نوفمبر 2021، عندما توافد المواطنون البلغاريون إلى أدرنة للتسوق، بنسبة 20 في المائة أكثر في شهر واحد.
انهيار الليرة التركية.. زحام في اسطنبول لشراء الخبز المدعوم
تداول رواد السوشيال مقطع فيديو يظهر طابورا طويلا من الأتراك في مدينة اسطنبول، حيث اصطف المواطنين لشراء "الخبز الشعبي"، وهو خبز تدعمه سلطات المدينة التركية.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه تركيا تراجعا حادا في عملتها الوطنية (الليرة) وارتفاعا في معدلات التضخم وفقا لوكالة "نوفوستي".
قرارات أردوغان وراء انهيار الليرة التركية
تسببت قرارات الرئيس التركي في السياسة النقدية للدولة التركية في انهيار الليرة التركية و المزيد من التضخم وارتفاع الأسعار.
وكان آخر قرارات الرئيس التركي، التى تسببت في انهيار الليرة التركية إقالة وزير المالية لطفي إلفان بعد نحو 12 شهرا قضاها في منصبه، وعين بدلا منه نور الدين النبطي.
ويرفض أردوغان الفائدة المرتفعة، ويرى أنها السبب في ارتفاع معدلات التضخم، وانهيار الليرة وبالتالي يعمل على تمكين سياسة الفائدة المنخفضة في ظل ظروف ربما لا تساعد البنك المركزي التركي على ذلك مما يؤدي إلى تصادمات بين سياسات أردوغان والمسؤولين عن البنك المركزي ينتهي الكثير منها بالإطاحة بمسؤول البنك وخفض أسعار الفائدة على عكس ما يفترض أن يحدث.
يشار إلى أن معدل التضخم كان قد تسارع في تركيا للشهر الخامس على التوالي في أكتوبر، مدفوعاً بارتفاع أسعار الطاقة و"ضعف الليرة"، وسجل معدلا سنويا 19.89% بارتفاع من 19.58% في سبتمبر.
وأكد تيم آش، كبير محللي الأسواق الناشئة في "BlueBay Asset Management" أنه "قد تؤدي معدلات الفائدة المنخفضة إلى نمو مرتفع في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ولكن على سعر عملة أضعف وتضخم أعلى ومخاوف طويلة الأجل بشأن الاستقرار المالي الكلي".