الليرة التركية.. البلغار واليونانيين يواصلون التسوق في أدرنة بأسعار مخفضة
واصلت الليرة التركية تراجعها غيرالمسبوق حيث هبط سعر صرف العملة التركية بتداولات أمس الاثنين إلى مستويات متدنية جديدة، قبل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الاقتصاد في تركيا ليبلغ سعر صرف الليرة التركية 18.3674 مقابل الدولار الواحد.
وعقب انهيار الليرة التركية أمس ارتفعت العملة التركية، اليوم الثلاثاء، لتصعد بنسبة 7%، في الوقت الذي واصل فيه المواطنين من بلغاريا واليونان عبور الحدود التركية لشراء السلع بأسعار مخفضة في مقاطعة أدرنة في أقصى غرب البلاد.
محاولة فاشلة من أردوغان لإنقاذ انهيار الليرة التركية
وتواصل الليرة التركية انهيارها في الوقت الذي زعم فيه أردوغان إن "بلاده ستطلق أداة مالية جديدة تتيح تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة"، مضيفا: "سنوفر بديلا ماليا جديدا لمواطنينا الراغبين بتبديد مخاوفهم الناجمة عن ارتفاع أسعار الصرف".
وتابع أردوغان متحدثا عن الانهيار المتواصل لـ الليرة التركية قائلا: "من الآن فصاعدا لن تبقى هناك حاجة لتحويل مواطنينا مدخراتهم من الليرة إلى العملات الأجنبية، خشية ارتفاع أسعار الصرف".
نزيف متواصل لليرة التركية منذ نوفمبر الماضي
خسرت الليرة التركية نحو 40% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية نوفمبر الماضي وسط مخاوف من تراجع إضافي، في ظل ارتفاع معدلات التضخم والبطالة جراء سياسة أردوغان المتواصلة بخفض سعر الفائدة.
وقال خبراء اقتصاد أن أزمة الليرة التركية دفعت الكثير من المواطنين الأتراك الى ما دون الخط الرسمي للفقر، مما أدي إلى تظاهر المئات في شوارع أنقرة واسطنبول احتجاجا على السياسة النقدية للحكومة.
أساب تراجع الليرة التركية المستمر أمام الدولار
يرجع خبراء اقتصاد سبب انهيار قيمة الليرة التركية إلى سياسة أردوغان الاقتصادية غير التقليدية المتمثلة في إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لتعزيز النمو الاقتصادي في تركيا وإمكانات التصدير بعملة تنافسية، وفقا لزعمه.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أنه: "إذا ارتفع التضخم، يمكنك التحكم فيه عن طريق رفع أسعار الفائدة"، إلاأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرى أن أسعار الفائدة "شر من شأنه أن يزيد الأثرياء ثراء والفقراء فقراً" وفقا لزعمه.
يشار إلى أن الاقتصاد التركي يعتمد بشكل كبير على الواردات لإنتاج السلع من الأغذية إلى المنسوجات، وهو ما يجعل إرتفاع الدولار مقابل الليرة له تأثير مباشر على أسعار المنتجات الاستهلاكية حيث تحتاج زراعة وإنتاج الطماطم التي تشكل عنصرًا حيويًا في المطبخ التركي، على سبيل المثال إلى شراء الأسمدة والغاز المستورد لإنتاجها وهو ما أدي لارتفاع أسعارها بنسبة 75% في شهر أغسطس مقارنة بالعام الماضي، بحسب غرفة التجارة في أنطاليا.
وباتت طوابير المواطنين خارج محطات الوقود وخارج المكاتب الحكومية المحلية التي تقدم الخبز بسعر رخيص مشاهد مألوفة في المدن التركية، مما دعا أحزاب المعارضة إلى المطالبة بانتخابات مبكرة في البلاد لتجنب المزيد من انهيار الليرة التركية أمام الدولار.