تصريحات بوتين عن النبي محمد.. الرئيس الروسي يطالب بمنع الرسوم المسيئة للرسول
دائما ما يدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى احترام الأديان والحوار بين أصحاب المقدسات الدينية، لذلك فقد حظيت تصريحات بوتين عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بحفاوة بالغة على مواقع التواصل بعد تصريحات الرئيس الروسي عن النبي محمد الرافضة لإهانة نبي الإسلام، فما تفاصيل تصريحات بوتين عن النبي محمد؟
تصريحات بوتين عن النبي محمد... ماذا قال الرئيس الروسي؟
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه: "ضد إهانة النبي محمد، معربًا عن قناعته، بأنه لا يمكن تبرير إهانة مشاعر المؤمنين، بزعم حرية الإبداع".
وجاءت تصريحات بوتين عن النبي محمد خلال مؤتمر صحفي سنوي كبير عقده، أمس الخميس، ردا على سؤال، ما الخط الذي يفصل بين إهانة مشاعر أحد وحق الفنان في التعبير؟ وتساءل الرئيس الروسي بشأن ما إذا كانت هناك أي علاقة بين تنزيل صورة للزعيم النازي أدولف هتلر إلى موقع الفوج الخالد المكرس للمحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية، وحرية الإبداع؟
وقال الرئيس الروسي بوتين: "دعونا نفكر في هذه الناحية من القضية، يجب علينا توفير الحرية بشكل عام، لأن مستقبلا محزنا ومملا ينتظرنا دونها، لكن يجب الإدراك أن هذه الحرية تتناقض مع أهدافنا، عندما تعبث بحرية شخص آخر".
وتابع متسائلا: "هل تمثل إهانة النبي محمد حرية الإبداع؟ لا أعتقد بذلك، وتستدعي مثل هذه الأمور ظواهر أخرى أكثر تشددا".
بوتين يطالب بمنع نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد
وخلال تصريحات بوتين عن النبي محمد استدعى، الهجوم الإرهابي الدموي الذي استهدف في السابع من يناير قبل سنوات مقر مجلة شارلي إبدو في باريس، بعد نشرها رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، مشددا على ضرورة منع السماح بحدوث مثل هذه الحوادث المأساوية.
يشار إلى أن الرسوم الكاريكاتورية التي تنشر من حين لآخر في الغرب وتصور النبي محمد،دائما ما كانت تثير أزمات بين المسلمين في كل أرجاء العالم، والغرب، وتؤدي لإثارة احتجاجات وحوادث عدة.
تصريحات إيجابية لبوتين عن المسلمين
يشار إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان قد قال خلال مقابلة تلفزيونية إنه: "ممتن للأشخاص الذين يعتنقون الإسلام لمحافظتهم وتكريمهم وعنايتهم بالآثار المسيحية في سوريا".
لفت إلى أن هذا التقارب بين الديانتين العالميتين، والذي يقوم على القيم الأخلاقية والمعنوية المشتركة، والقيم الإنسانية المشتركة، لا يمكن إلا أن يثير الاهتمام والاحترام.
وأشاد المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، بتصريحات بوتين خلال تدوينة له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك بالعربية والروسية والإنجليزية قائلا إن: "تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن احترام المسلمين للآثار المسيحية وتقدير رموزها والتقارب بين الإسلام والمسيحية، هو صوت حكيم من أصوات الأخوة الإنسانية، يدعم دعوة التعايش، ويقدم صورة عادلة ومشرقة عن الإسلام والمشرق العربي في وقت يعاني فيه العالم من تبادل الصور الذهنية الخاطئة بين الشعوب".
اللافت أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية أُنشئت في 19 أغسطس 2019 برعاية من شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي "راعي وثيقة الأخوة الإنسانية"، بهدف تطبيق القيم التي نصَّت عليها وثيقة "الأخوة الإنسانية" ومبادئها، وتتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرًّا لأمانتها العامه ومقرها الرئيس في جينيف، وتسعى إلى ترسيخ قيم التعايش السلمي بين جميع الناس من مختلف الأديان والجنسيات.
بوتين يشيد بجهود الحوار بين الأديان
وكان الرئيس الروسي قد أشاد بجهود البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في ضمان إقامة حوار بين الأديان، وذلك في برقية وجهها بوتين للبابا فرنسيس خلال معايدته بعيده الخامس والثمانين.
ونشر الكرملين رسالة بوتين للبابا وجاء فيها: "من الصعب المبالغة في تقدير مساهمتكم الشخصية في تطوير العلاقات بين الكنيستين الأرثوذكسية الروسية والرومانية الكاثوليكية وفي ترسيخ الروابط بين روسيا والفاتيكان".
تابع بوتين: "أنا واثق أنه من خلال الجهود المشتركة يمكننا أن نحقق الكثير على صعيد حماية حقوق المسيحيين ومصالحهم فضلًا عن ضمان إقامة حوار بين الأديان".