خلافات حوثية حول عرض أممي لتسليم الحديدة

الأحد 17 يونيو 2018 08:59:00
خلافات حوثية حول عرض أممي لتسليم الحديدة
متابعات

كشفت مصادر وثيقة عن خلافات كبيرة بين قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية، على خلفية معركة الحديدة، والتعاطي مع عرض المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي يزور العاصمة صنعاء حاليا.
وأفادت المصادر، وهي مقربة من قيادات حوثية أن خلافا شديدا يحتدم بين قيادات الحوثي على مستوى الصف الأول، ويتمحور حول ما يجري في الحديدة، حيث ترى قيادات، على ضوء تهاوي دفاعاتهم هناك وخسائرهم المتلاحقة، أهمية عدم تضييع الفرصة التي وفرتها زيارة المبعوث الأممي والقبول بالعرض المقترح وتسليم المدينة، مقابل ضمانات (لم تحدد طبيعتها)، في حين يعارض آخرون ذلك بشدة، ويعتبرون أن "خروج الحديدة من سيطرتهم سلما أو حربا يعني نهايتهم".
وأشارت إلى أن ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام، وتصريحاته المسبقة بفشل مهمة المبعوث الأممي، وعدم القبول بمناقشة تسليم مدينة الحديدة، جاءت بناء على تلك الخلافات غير المعلنة، رغم أن غريفيث تلقى إشارات إيجابية من قيادات حوثية قبل زيارته بإمكانية مناقشة المقترح، بحسب ذات المصادر.
وأكدت أن الجناح الحوثي المعارض لمقترح تسليم الحديدة، هو على يقين أيضا من عدم قدرتهم عسكريا على إفشال العملية الجارية لتحريرها وانتزاع الميناء من قبضتهم، لكنهم يراهنون على حدوث أي تطورات خارجية (لم توضح ماهيتها) أو قدرتهم على الضغط بالملف الإنساني لوقف العملية، وأضافت أن "ناطق الحوثيين وجناح الرفض المساند له في إفشال مهمة المبعوث الأممي، يرون أن تسليم الحديدة ومينائها يقضي على وجودهم وينتزع أقوى أوراقهم في أي مفاوضات لفرض شروطهم".
وبحسب المصادر المقربة من قيادات حوثية، فإن المبعوث الأممي الذي وصل، السبت، إلى صنعاء، يصر على لقاء زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي، لمناقشته المقترحات التي يحملها لتجنيب مدينة وميناء الحديدة العملية العسكرية، وكيفية استلامها من الحوثيين، مؤكدة أن غريفيث لديه قناعة كاملة بأن القرار النهائي بيد زعيم الحوثيين والنظام الإيراني الداعم له، لذلك لم يعرض حتى الآن مقترحاته للقيادات الحوثية الأخرى.
وذكرت أن المبعوث الأممي ينتظر ترتيب لقاء له بزعيم الحوثيين، المتوقع أن يكون كالعادة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، ولم يتم التحقق من موعد اللقاء حتى الآن.
ويسعى غريفيث إلى إقناع زعيم الحوثيين بالقبول بتسليم مدينة الحديدة سلميا، بموجب مقترحات يحملها، ولم يتم الكشف عنها، على أن يكون ذلك مقدمة لحل سياسي شامل.
وأطلق الجيش الوطني والمقاومة، بإسناد من قوات التحالف، الأربعاء، عملية عسكرية لتحرير مدينة الحديدة، وتحقق العملية تقدما ميدانيا كبيرا ومستمرا، حيث تقترب من استكمال السيطرة على مطار الحديدة الذي يبعد عن مينائها أقل من 10 كلم فقط.