تسريب البركاني.. ماذا بعد؟
رأي المشهد العربي
لم يكن تسريب المدعو سلطان البركاني إلا تأكيدًا لما هو مؤكد، فيما يخص أنّ الشرعية الإخوانية معادية للتحالف العربي، وكل ما تفعله هو عملية ابتزاز متكاملة الأركان.
الجانب الأهم والأخطر في تصريحات البركاني هو حديث عن إصرار الشرعية على عدم تطبيق اتفاق الرياض فيما يخص إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت.
لم يكن مستغربًا أنّ الشرعية الإخوانية تتبع هذا المسار، فهي منذ اليوم الأول تعادي الجنوب وتستهدف نهب ثرواته ومصادرة حق شعبه في استعادة دولته، بينما تتخادم مع المليشيات الحوثية.
من خلال التدقيق في تصريحات البركاني، يُلاحظ قوله إن قيادة الشرعية تتخوف بشدة من إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت، وهذا اعتراف حتى وإن كان بشكل غير مباشر بأنّ وجودها في الجنوب يحمل "طابع الاحتلال".
تسريب البركاني على خطورته السياسية والعسكرية فيما يخص إعلان حرب متواصلة على الجنوب، غير أنه يتيح فرصة قوية للغاية لمواجهة إرهاب الشرعية الموجه ضد الجنوب من خلال تكثيف الضغوط عبر كل الآليات المتاحة ضد معسكر الشرعية الإخوانية.
الضغط على الشرعية أظهر على مدار الفترات الماضية أنّه دائمًا ما يكون فرس الرهان الرابح دائمًا فيما يخص تمكين الجنوب من تحقيق مزيدًا من الانتصارات السياسية التي تصب جميعها في خدمة مسار القضية الجنوبية.
وبالتالي فإنه من خلال الضغوط التي يمكن أن يمارسها الجنوب في الفترة المقبلة، فإن الأمر قد يُترجم في النجاح - عبر الاستعانة بالتحالف العربي - في إزاحة عناصر المليشيات الإخوانية المحتلة للجنوب ودفعها لمحاربة المليشيات الحوثية.