الدعوة للحوار مع الحوثيين.. سلاح الشرعية لمهادنة المليشيات وترسيخ احتلال الجنوب
كانت لقاءات قيادات الشرعية في ولاية نيويورك الأمريكية فاضحة بشكل كبير للمؤامرة التي ينفذها المعسكر الإخواني ضد الجنوب وكذا ضد التحالف العربي.
الجانب الأكبر الذي لفت الأنظار بقوة على مدار الأيام كان تصريحات المدعو سلطان البركاني الذي أساء للتحالف العربي وشوّه دوره وقلل من جهوده، لكن إخوانيا آخر عبر عن خبث السياسة الإخوانية المهينة على معسكر الشرعية.
الحديث عن تصريح أدلى به القيادي الإخواني المدعو محسن باصرة، خلال لقائه مع عدد من أفراد الجالية اليمنية في نيويورك، قائلا إن الشرعية مستعدة أن تجلس مع الحوثيين في صنعاء للحوار معهم، في تصريح لا تزال أصداء الغضب منه قائمة حتى الآن.
حديث باصرة أو بالأحرى توجهه ليس بالجديد على الشرعية، فهذا المعسكر الإخواني دائما ما يعمل على مغازلة المليشيات الحوثية، ليس فقط بالتصريحات السياسية لكن أيضا من خلال تسليم الجبهات للمليشيات وتهريب الأسلحة إليها، وصولا إلى القتال ضمن صفوفها.
لا يُعرف إلى أي إطار أو منطق تستند إليه الشرعية في موقفها الذي يميل دائما إلى المليشيات الحوثية، فالشرعية التي سلمت أراضيها للحوثيين لا يبدو أنها عازمة غلى استعادتها من الأساس، بينما يظل شغلها الشاغل منصبًا على معاداة الجنوب وشعبه.
ويبدو أن الشرعية تميل بشكل واضح إلى أن يكون تنسيقها مع الحوثيين على الملأ، لتشكيل تحالف فيما بينهما لضرب القضية الجنوبية بشكل كامل، لتثبيت حالة من الأمر الواقع، بمعنى أن الحوثي يحتفظ بسيطرته على اليمن، بينما يظل الجنوب تحت احتلال نظام الشرعية الإخوانية.
تجربة الشرعية من الحوار مع الحوثيين تحمل تاريخا مدمرا، ولعل اتفاق السويد في ديسمبر 2018 الدليل الأكثر وضوحا على ذلك، فعلى الرغم من أن القوات المواجهة للحوثيين والتي كان جلها من القوات المسلحة الجنوبية على بعد كيلو مترات من الوصول إلى الحديدة ومن ثم القضاء على المليشيات الحوثية، إلا أن الشرعية أوقفت العمليات وذهبت إلى مهادنة المليشيات في مسار عملية سياسية لم تفضِ إلا إلى تمكين الحوثيين من إعادة ترتيب الصفوف والتقدم ميدانيا وتسلمها مديريات بأكملها من الشرعية ما تسبب في إطالة أمد الحرب.