حربٌ متعددة الأوجه.. صمود المجلس الانتقالي يوطد أواصر القضية الجنوبية

الأربعاء 23 فبراير 2022 22:38:29
حربٌ متعددة الأوجه.. صمود المجلس الانتقالي يوطد أواصر القضية الجنوبية

يخوض المجلس الانتقالي، حامل لواء القضية الجنوبية، حربا شاقة على كل الأصعدة، في مواجهة استهداف متعدد الأوجه تمارسه الشرعية الإخوانية المتخادمة مع المليشيات الحوثية.

فعلى الصعيد العسكري، يتصدى المجلس الانتقالي لحرب على أكثر من جبهة، فلم تكد تهدأ في منطقة حتى سرعان ما تشعلها من جديد الشرعية الإخوانية، سواء عبر عناصر المسلحة المنضوية تحت لواء ما تسميه الجيش الوطني أو من خلال استقدام الحوثيين للجنوب بما في ذلك في مناطق كانت قد حررتها القوات المسلحة الجنوبية في وقت سابق، عبر تضحيات شهد لها المجتمع الدولي في إطار مكافحة الجنوب للإرهاب.

وتتبع الشرعية بالتنسيق مع الحوثيين تكتيك "الحرب المتجولة"، بمعنى توسيع إثارة العمليات الإرهابية لتضرب كل أرجاء الجنوب، ولا يُشترط أن يكون ذلك عبر عمليات عسكرية بالمفهوم التقليدي لكن إشعال هذه الحرب يتضمن صناعة فوضى أمنية في كل أرجاء الجنوب.

فلم تكد تتمكن القوات المسلحة الجنوبية من حسم الأمور في محافظة شبوة واستعادة مديريات بيحان والعين وعسيلان من قبضة الحوثيين، حتى نقلت الشرعية الحرب إلى جبهات أخرى، مثل الهجوم الإرهابي بالأسلحة الثقيلة على مواطني مديرية حريضة بوادي حضرموت، المحتل من المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر.

قبل ذلك أيضا، أثارت الشرعية الإخوانية توترات أمنية في مدينة عتق بمحافظة شبوة، في عمل إرهابي استهدف استفزاز قوات دفاع شبوة، التي كانت بالكاد قد تسلمت معسكر العلم، علما بأن ذلك الهجوم استهدف القوات أثناء أدائهم صلاة المغرب قبل أيام.

ضراوة الحرب العسكرية التي يتعرض لها الجنوب ويجابهها المجلس الانتقالي لا تقل حدة عن بشاعة حرب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية.

فاتفاق الرياض الذي تم توقيعه في نوفمبر ٢٠١٩، وانبثق عنه تشكيل حكومة مناصفة، كان من المفترض أن يقود إلى تحسن في الأوضاع المعيشية للجنوبيين، بيد أن الشرعية لا تلتزم بمسار الاتفاق وتواصل العمل على تأزيم الوضع المعيشي بالجنوب.

فبين انقطاعات متواصلة للمياه والكهرباء وانهيارات في منظومة الصرف الصحي وشبكات الطرق والاتصالات وكل ما يتعلق سواء بالبنية الأساسية أو التحتية، يعيش الجنوبيون وضعا خانقا من جراء حرب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية بشكل هستيري.

تؤزم الأوضاع المعيشية في الجنوب مرتبط بجرائم فساد منظمة ترتكبها شبكات إخوانية، تُحوَّل إلى حساباتها بالخارج وتحديدا إلى قطر وتركيا أموال ضخمة.

مصدر هذه الأموال التي مكنت قيادات الشرعية الإخوانية من تحقيق ثروات ضخمة هو النهب والسطو المتواصل لثروات الجنوب وتحديدا النفط، وهو ما لعب دورا رئيسيا في تعقيد الأوضاع المعيشية للمواطنين من جانب، فضلا عن ملء خزائن قيادات الشرعية.

في مواجهة هذه الحرب الغاشمة، يبذل المجلس الانتقالي جهودا ضخمة في سبيل العمل على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وفقا للإمكانيات المتاحة، وهي عملية شاقة للغاية بالنظر إلى حجم الأعباء التي يعاني منها الجنوب.

حرب أخرى ينغمس المجلس الانتقالي في مواجهتها تتعلق بالشق السياسي، فالجنوب يتعرض لمحاولات تهميش مستميتة من قبل الشرعية الإخوانية تهدف إلى تجنيب إشراكه في أي عملية سياسية.

يفسر ذلك حجم المساعي الإخوانية لتعزيز التحالف مع المليشيات الحوثية وتقوية حضورها على الأرض في مسعى لتشكيل جبهة مشتركة فيما بينهما لضرب أواصر القضية الجنوبية.

بيد أن السياسات الحكيمة التي يتبعها المجلس الانتقالي وحجم الحاضنة الشعبية التي يملكها على الأرض، رسخت حضوره في الواقع السياسي ضربا للأجندة التآمرية المعادية للجنوب من قبل الشرعية الإخوانية.