استحقاق ما بعد الحرب.. سر رعب الشرعية الهائل من الجنوب
تمر الأيام وتتوالى التطورات دون جديد، فالجنوب يواصل النضال في مكافحة الإرهاب، بينما تتمادى الشرعية في التخادم مع المليشيات الحوثية.
إحدى الحقائق التي أصبحت جلية للغاية فيما يخص مسار الحرب وتطوراتها هو أن الشرعية لا تريد نهاية لها، لقناعتها أن الوصول لنقطة النهاية هذه سيصحبه أيضا الوصول لنهاية حقبة الشرعية الفاسدة والمتآمرة.
أهداف عديدة وضعتها الشرعية تفسر حجم تخادمها مع الحوثيين، أهمها وأكثرها رسوخا هو حجم رعب الشرعية من واقع ومستقبل القضية الجنوبية.
الشرعية على قناعة بأنه حال انتهاء الحرب على الحوثيين سيكون الدور على استحقاق الجنوب، وهنا سيكون الحديث بدون أي مواربات أو مقاربات نحو منح الجنوبيين حق تقرير مصيرهم بعدما ذاقوا معاناة هائلة من قبل الشرعية الإخوانية.
كان من الممكن أن يكون الأمر عاديا لو لم يكن الجنوب بقوته الحالية على كل الأصعدة، لكن القوة التي يملكها الجنوب قذفت الرعب في صفوف الشرعية الإخوانية التي وجدت أمامها قيادة جنوبية لها حاضنة شعبية كبيرة وتملك مقومات نجاح قضيتها.
فعلى الصعيد العسكري، يملك الجنوب قوات مسلحة باسلة برهنت على قدراتها وإمكانياتها في مكافحة الإرهاب بأقل الإمكانيات.
وأظهرت النجاحات العسكرية للقوات المسلحة الجنوبية في مجابهة الإرهاب الحوثي على وجه التحديد خير دليل على قدرات الجنوب على ردع وكبح ترسانة مسلحة زودتها إيران بكل أشكال الدعم الممكن.
مؤسساتيا، يملك الجنوب قدرات تنظيمية قوية أظهرت قدرة على مجابهة التحديات لا سيما المتعلقة بالأزمات التي تثيرها حرب الخدمات الشاملة التي تشنها الشرعية الإخوانية.
كما أن روح الانتماء التي يملكها الشعب الجنوبي ودرجة الوعي التي يتحلى بها منحت الجنوب كذلك قوة محكمة، فيما يخص تشكيل جبهة داخلية متماسكة تلتف وراء القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، وتعي بتحديات المرحلة وتجابه حربا شاملة ليست أمنية أو خدمية وحسب لكنها تشمل أيضا محاولات لضرب الجنوبيين نفسيا وتفجير قنبلة يأس في صفوفهم.
تتبع الشرعية هذا المخطط النفسي لتقليل أو تحجيم آمال وتطلعات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم، في محاولة مسبقة من الشرعية لإحجام المواطنين عن التعبير عن آرائهم ودعمهم لقضايا الجنوب في كل المحافل الممكنة.
لكن وعي الشعب الجنوبي التي عبر عنها في العديد من الفعاليات الداعمة لوطنه أفشلت تلك المساعي المشبوهة للشرعية الإخوانية.
هذه القوة الشاملة التي يملكها الجنوب على كل المستويات أشعلت رعب الشرعية من إمكانية أن تتجه الأمور نحو استحقاق جنوبي يعيد الأرض لأصحابها، وهو ما دفع المليشيات لإجهاض أي فرصة نحو حسم الحرب والقضاء على المليشيات الحوثية.
جنوبيا، فإن القيادة السياسية تتحرك وفقا لرؤية ثاقبة مفادها أن حسم الحرب على الحوثيين أولا سيمهد الطريق أمام الجنوبيين نحو استعادة دولتهم عما قريب.
من أجل ذلك، ينخرط المجلس الانتقالي في جهود ضخمة وموسعة في محاربة المليشيات الحوثية، وهذه الجهود تأتي ضمن شراكة متينة وصادقة تجمع بين الجنوب والتحالف العربي.