بين مأرب والضالع.. لماذا يتعامل العالم بازدواجية؟

الخميس 24 فبراير 2022 04:13:49
بين مأرب والضالع.. لماذا يتعامل العالم بازدواجية؟

منذ فترة ليست بالقصيرة، قد تمتد لأكثر من عام، يمكن مطالعة كم لا حصر له من الأخبار التي يسلط فيها الإعلام الإقليمي والدولي الضوء على الأحداث في مأرب، مقابل تجاهل واضح لما يدور في جبهة الضالع.

في مأرب، يفرض الحوثيون حصارا من أكثر من عام، صحيح أن وتيرته هدأت كثيرا بفضل جهود القوات المسلحة الجنوبية، لكن خيانات الشرعية الإخوانية المتواصلة تفتح الطريق أمام تماهي نفوذ المليشيات المدعومة من إيران.

الحصار القاسي الذي يفرضه الحوثيون على مأرب وما نجم عن ذلك من أعباء إنسانية مرعبة على أعداد ضخمة من البشر سيظل مدانا من العالم أجمع ويتطلب ضغطا على الحوثيين بكل الصور الممكنة.

بيد أنه سيكون من المنطقي وصف التعامل الدولي مع وضع كهذا بأنه نوع من الازدواجية في ظل حالة التجاهل واسعة النطاق لما يدور في الضالع، فالقوات المسلحة الجنوبية تخوض هناك معارك بطولية وتسطر ملاحم في مجابهة المليشيات الحوثية التي تواصل بشتى السبل شن صنوف إرهابها للسيطرة على هذه الجبهة.

ومنذ سنوات، تستميت المليشيات الحوثية من أجل إسقاط الضالع مستخدمة كل صنوف الإرهاب الممكنة، بينها دحرت هذه المساعي الحوثية أمام جسارة القوات المسلحة الجنوبية التي وقفت شامخة وصدت عدائيات الحوثيين، وقدمت في سبيل ذلك تضحيات كبيرة.

وليس ثمة مبرر لحالة التجاهل لما يدور في الضالع، إن كانت بطولات القوات الجنوبية التي تعكس أن الجنوب يملك قوات مسلحة باسلة قادرة على صون الأمن وتدافع عن قضية وطنية وجودية ومن ثم يتوجب دعمها بكل الصور لحسم هذه الحرب، باعتبار أنّ القضاء على المشروع الحوثي هو جزء لا يتجزأ من حفظ الأمن في المنطقة برمتها.

في الوقت، فهناك حاجة ملحة لأن تتركز الأنظار على جبهة الضالع لتوثيق حجم الإرهاب الذي تشكله المليشيات الحوثية هناك، ليس فقط من إصرار على التصعيد العسكري لكن من خلال الجرائم الإرهابية التي تستهدف المدنيين هناك، والتي تبرهن على أن المليشيات فصيل ضعيف للغاية لا يقدر على مجابهة الجنوب وقواته المسلحة.

ودعا جنوبيون عبر حملات قوية نُظمت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى توثيق البطولات الجنوبية في الضالع من جانب، فضلًا عن حجم الإرهاب المسعور الذي تشنه المليشيات الحوثية لضمان محاسبة هذه المليشيات على جرائمها بحقها الجنوبيين.

كما أن توثيق ما يجري على الأرض يظل عنصر دعم قويًّا لمسار القضية الجنوبية سواء في المحافل الإقليمية والدولية، ويعضّد من أركانها ويزيدها رسوخًا في مواجهة حملات تشويه ومساع للتهميش لا تتوقف من قِبل الشرعية الإخوانية.