واشنطن تشهر سلاح العقوبات في وجه الحوثيين.. هل يُجدي؟
تتبع الولايات المتحدة في إطار مجابهة الإرهاب الحوثي، تكتيك فرض العقوبات على المليشيات المدعومة من إيران، دفعًا نحو كبح إرهابها الذي تخطّى كل الخطوط الحمر.
أحدث أشكال الضغط الأمريكي على الحوثيين تمثّل في فرض هيئة حكومية عقوبات على شبكة دولية تمول مليشيا الحوثي الإرهابية.
وزارة الخزانة الأمريكية قالت إنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شبكة دولية كبيرة يديرها الحرس الثوري الإيراني وممول حوثي حولت عشرات الملايين من الدولارات إلى المليشيات.
وأضافت "الخزانة الأمريكية" أنّ الشبكة الدولية التي تدعم الحوثيين يترأسها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، موضحة أن الشبكة حوَّلت ملايين الدولارات لدعم هجمات الحوثيين.
وذكرت الوزارة كذلك أنّ الحوثيين يواصلون حملاتهم الهدامة في اليمن رغم دعوات السلام المستمرة من المجتمع الدولي، مؤكدة أنّ العقوبات صدرت بالتنسيق والتعاون مع شركاء الولايات المتحدة في دول الخليج.
وذكرت أنّ مليشيا الحوثي استهدفت بشكل متكرر بالصواريخ والطائرات المسيرة أهدافا مدنية بدول مجاورة.
تشمل هذه العقوبات الأمريكية على الحوثيين، حظر ممتلكات ومصالح الأشخاص والكيانات المشمولة بالقرار للولاية القضائية الأمريكية، وحظر التعامل مع الأشخاص وممتلكاتهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية وحظر تعامل المؤسسات المالية الأجنبية التي تسهل المعاملات للأشخاص الذين كانوا يقدمون دعمًا ماليًّا أو أي دعم آخر إلا بموافقة أو تصريح عام أو خاص صادر من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية.
وصرّح وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في بيان، بأنّ الولايات المتحدة نسقت عن كثب مع شركائها في الخليج لإدراج الأفراد والكيانات، وحثّ الحوثيين على "إنهاء حملة العنف" واستئناف محادثات السلام.
توقيت العقوبات الأمريكية تأتي في توقيت مهم، كونها تعقب تمكّن الدفاعات السعودية من تدمير طائرة مسيّرة مفخخة أطلقتها المليشيات الحوثية على مطار جازان جنوبي المملكة وأصابت الشظايا الناجمة عن اعتراضها 16 مدنيًّا بجروح.
يعني ذلك أن واشنطن بدأت تميل إلى تسريع وتيرة الضغوط على الحوثيين عقابًا للمليشيات على إصرارها على تكثيف عملياتها الإرهابية، في مسعى لكبح المليشيات ومحاصرتها بوقف شبكات التمويل الخاصة بها.
لكن آراء متشائمة تُشكّك في جدوى كبيرة لمثل هذه التحركات كونها ليست الأولى من نوعها ولم تنجح حتى الآن في كبح إرهاب الحوثيين، ومن ثم يطالب أصحاب هذا الرأي بإجراءات أشد ضغطًا ومن ثم تكون أكثر جدوى في إطار الضغط على المليشيات الحوثية الإرهابية.
ويدعو هؤلاء إلى ضرورة تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا في أقرب وقت، ليكون ذلك باكورة ضغط شامل على المليشيات الحوثية بما يُجبرها على وقف عملياتها الإرهابية التي تُشكل سببًا رئيسيًّا في إطالة أمد الحرب.
يعني ذلك أن فرض العقوبات على الحوثيين لا يجب أن يكون الخطوة الأبعد التي يتم اتخاذها ضد المليشيات، لكنّها يتوجب أن تكون باكورة تضييق للخناق على المليشيات يشمل كل الطرق الممكنة، لا سيّما أن التجربة الماضية أظهرت أنّ الاقتصار على فرض العقوبات على المليشيات أمرٌ غير مجدٍ بالصورة الكاملة.