الجنوبيون.. حزبهم دولة وولاؤهم وطن
رأي المشهد العربي
يعتبر الشعب الجنوبي أحد مكامن القوة التي مكّنت القضية الجنوبية من تحقيق مكاسب عظيمة في فترات زمنية قليلة للغاية، تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزُبيدي.
أحد هذه المكامن التي تميّز الشعب الجنوبي هو أنه لا يمشي وراء حزب سياسي قد تضله أجندته أو تجذبه مصالحه، فالحزب الذي يمضي وراءه الجنوبيون هو دولة الجنوب نفسها.
العديد من الفعاليات الشعبية نظّمها الجنوبيون على مدار الفترات الماضية رفعوا خلالها راية الجنوب، كانت هتافاتهم من أجل الوطن ومطالبهم هي استعادة الدولة وفك الارتباط، ولعلّ مليونية سيئون الأخيرة كانت خير دليل على ذلك.
ولاء الجنوبيين لوطنهم شكل جسرًا شعبيًّا متماسكًا وقويًّا منح قوة دفع هائلة وربما تكون غير مسبوقة، استطاع المجلس الانتقالي على إثرها أن يخطو خطوات قوية، جعلته طرفًا رئيسيًّا في مستقبل الحل السياسي ممثلًا عن الجنوب شعبًا وقضية.
كما أنّ الفعاليات الشعبية التي نظّمها الجنوبيون على مدار الفترات الماضية سُمع صوتها وحقّقت غرضها، ولم تنجح مخططات الشرعية في النيل أو التقليل منها أو تهميشها.
الشرعية الإخوانية حاولت على مدار فترات طويلة زرع مكونات مشبوهة في الجنوب، وكان الهدف واضحًا وهو فك التلاحم الذي يحظى به المجلس الانتقالي، لا سيّما أن الحاضنة الشعبية وراء القيادة شكّلت هاجسًا مرعبًا للشرعية التي قابلتها بحرب شائعات مفضوحة وفاشلة.
حتى اليوم، لا تزال العناصر المشبوهة التي زرعتها الشرعية في الجنوب تحاول فك الأرضية القوية التي يملكها المجلس الانتقالي لكن هذه المحاولات تأبى جميعها بالفشل أمام قوة جنوبية جسورة، يعبّر عنها وعي الجنوبيين اللا محدود.
هذه العناصر تدعي الانتماء للجنوب وتظهر في وسائل إعلام إخوانية ومعادية للجنوب، تُطلق تصريحات تتضمن محاولة لدس السم في العسل، في مسعى لإثارة فوضى سياسية في الجنوب تشمل الرغبة في تسيير الأمور نحو أفكار ومفاهيم ومطالب غير منسجمة مع القضية الجنوبية وتسعى لتفرقة شمل الصف الجنوبي المتكامل.. ومن ثم وجب الحذر منها.