الجهود الأممية لوقف الحرب.. شبح فشل جريفيث يلقي بظلاله

الخميس 3 مارس 2022 17:38:32
الجهود الأممية لوقف الحرب.. شبح فشل جريفيث يلقي بظلاله

ينخرط المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج في إطار الدفع نحو عملية سياسية شاملة وناجزة.

حديث المبعوث الأممي عن إطلاق هذه العملية السياسية كان منذ إحاطته الأخيرة في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن مؤخرا بشأن اليمن، ومذاك انخرط المبعوث الأممي في اجتماعات وجولات مكوكية شملت الأطراف المعنية بما في ذلك العاصمة عدن التي كانت حاضرة على جدول زيارات المبعوث الأممي.

تحركات جروندبرج لاقت اهتماما كبيرا حول ما يمكن أن تؤول إليه هذه الجولة الدبلوماسية المهمة، بيد أن تجربة المبعوث الأممي السابق مارتن جريفيث أثارت قدرا كبيرا من الإحباط إذا ما وُجد جروندبرج يسير على الدرب نفسه.

كان ملاحظا أن خطط الحل السياسي التي كان يناقشها جريفيث كانت غير شاملة، بمعنى أنها تحركات لم تتضمن وضع حلول جذرية تنهي بشكل قاطع لأي نقطة مطروحة على طاولة النقاش.

وبرأي محللين، فإن جهود جروندبرج ستكون بلا جدوى إذا ما اختار السير على درب جريفيث، وتجنب وضع حلول نهائية بما في ذلك قضية الجنوب الرئيسية والجوهرية.

وستكون جهود المبعوث الأممي بمثابة مضيعة للوقت إذا ما اكتفى مثلا بنقاش سطحي حول خفض التصعيد الحوثي، إذ يتطلب ذلك الحصول على ضمانات شاملة من المليشيات الحوثية بما يجبرها على الانصياع رغما عنها أمام دعوات الحل السياسي.

المثير للقلق أن إقدام الأمم المتحدة على وضع خطط ناعمة وليست حاسمة، تتيح فرصة قوية للمليشيات الحوثية لأن تعيد ترتيب صفوفها وتوسع من حجم التجنيد العسكري بما يفتح الباب أمام إطالة أمد الحرب.

يحدث ذلك تحديدا في الفترات التي تتكبد فيها المليشيات الحوثية هزائم فادحة، وقد حدث ذلك السيناريو بحذافيره عندما تم توقيع اتفاق السويد في ديسمبر ٢٠١٨ والذي استغلته المليشيات الحوثية لتعيد ترتيب صفوفها ورفد جبهاتها بالمزيد من المجندين قسرا، وهو مكنها من إطالة أمد الحرب إلى الآن.