ذريعة العمل الإنساني.. تركيا تجدد محاولات التوغل في أعماق الجنوب
نشاط مخيف في توقيت حساس، يمارسه النظام التركي بشكل مكثف، يتمثّل في محاولة التوغّل في أعماق الجنوب، عبر الذريعة المعتادة وهي حجة الأعمال الإنسانية.
وسائل إعلام تركية تديرها الحكومة وتُسيرها وفقًا لأجندتها، زعمت بأنّ جميعات تركية وزّعت سلالًا غذائية على مواطنين في العاصمة عدن ومحافظة أبين.
إعلام النظام التركي - الداعم الأول لتنظيم الإخوان الإرهابي - حاول منح الأمر صبغة إنسانية، مدعيًّا أن هذه المساعدات تساهم في تخفيف الأعباء عن المواطنين من جرّاء الأزمة الإنسانية الراهنة.
أكثر من سبب يدعو إلى إثارة القلق من التحركات التركية في هذا التوقيت، أولها التوقيت نفسه، إذ تتزامن هذه المحاولات للتوغل في الجنوب تحت ذريعة الأعمال الإنسانية، مع صدمة وُجِّهت لحزب الإصلاح الإخواني في أعقاب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
فالخطوة التي أعقبت مشاورات الرياض أظهرت لتنظيم الإخوان بشكل واضح أنّ الاختلالات والمؤامرات التي سمح بها عبد ربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر لم يعد مسموحًا بها بأي حالٍ من الأحوال لا سيّما فيما يخص التآمر العسكري الذي تخادم مع الحوثيين وسمح لحزب الإصلاح بتوسيع دائرة انتهاكاته ضد الجنوب.
قد يكون استشعار الخوف على مستقبل الاحتلال اليمني (الإخواني) للجنوب هو الذي دفع تركيا للتحرك سريعًا للزج بعناصر لها داخل الجنوب تكون لها أدوار مثيرة للقلق بشكل كبير.
ما يعزّز من هذه المخاوف هو الماضي "غير النظيف" للجانب التركي الذي عمل في الكثير من الفترات السابقة، على محاولة التوغل في الجنوب عبر عناصر يزعم أنها تنفذ مهامًا إنسانية قبل أن تتضح الحقيقة جلية والتي مفادها أنّ هذه العناصر تكون لها مهام استخباراتية في المقام الأول.
فالنظام التركي ركز على استغلال الملف الإنساني في العلن عبر عدة مؤسسات شهيرة، بينها ما تعرف بمؤسسة تيكا وغيرها من الجهات الرسمية وغير الرسمية التابعة لحكومة أنقرة، بينما تولى حزب الإصلاح مهمة إفساح المجال أمام توغل هذه العناصر في أعماق الجنوب.
وفي 2020، تم الكشف عن وجود مرتزقة عسكريين أتراك ضمن ما تعرف القوات الخاصة (فصيل إخواني) في محافظة شبوة، وبالتزامن مع ذلك تم الكشف أيضًا عن أنه تم منع محاولة هبوط هبوط طائرة عسكرية تركية في مطار عدن.