زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء.. لماذا الآن؟

الثلاثاء 12 إبريل 2022 00:50:21
زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء.. لماذا الآن؟

سلسلة كبيرة من التغيرات طرأت على المشهد السياسي أفرزت العديد من الخطوات غير المسبوقة، بينها زيارة المبعوث الأممي هانس جروندبرج إلى محافظة صنعاء للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه قبل تسعة أشهر.

المبعوث الأممي وصل صنعاء في الواحدة ظهرًا، وقد توجَّه إليها قادمًا من العاصمة العمانية مسقط، فيما تحدثت معلومات نقلا عن مصادر سياسية أن هذه الزيارة غير معلنة مسبقًا.

في أعقاب ذلك، أفاد مكتب المبعوث الأممي، فور وصول جروندبرج لصنعاء، لأنه يتطلع إلى لقاء قيادات المليشيات الحوثية للنقاش حول تنفيذ وتقوية الهدنة، وسبل المضي قدما في تحقيق السلام.

العديد من الملفات والمحاور تنتظر المبعوث الأممي وهو يجالس القيادات الحوثية، لعلّ أبرزها الخروقات التي ترتكبها المليشيات للهدنة التي أعلنت الأمم المتحدة التوصل إليها قبل عشرة أيام، وخرقها الحوثيون بعشرات الانتهاكات.

من المنظور الأممي، فإنّ تثبيت هدنة إنسانية من شأنه أن يصنع قدرًا من الثقة بغض النظر عن حجمه حول إمكانية الانخراط في عملية سياسية شاملة، بينما إفساح المجال أمام استمرار دوي المدافع يعني الغرق أكثر في الاشتباك العسكري ومن ثم المأساة الإنسانية.

من منظور سياسي آخر، قد تُقرأ زيارة المبعوث الأممي لصنعاء بأنها رسالة تحذير قد تكون الأخيرة أمام المليشيات، لا سيّما أنّ ما بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي لن يكون كما كان قبله، والحديث هنا تحديدًا عن أن حجم الزخم الكبير الذي صنعته مشاورات الرياض جعلت من المستحيل تفويت الفرصة أمام ممارسات الخيانة والتآمر التي غرسها حزب الإصلاح وهو يسيطر على المنظومة العسكرية اليمنية.

يعني ذلك أنّ الزيارة قد تُمثّل محاولة للضغط على الحوثيين للقبول بالحل السياسي باعتبار ذلك المخرج الوحيد الذي يقي المدنيين مزيدًا من المخاطر المروعة والأزمات الإنسانية القاسية التي تنجم عن التصعيد العسكري.

أمام إصرار المليشيات الحوثية على رفض الانصياع لدعوات السلام، وهو ما سيمثل فشلًا لما راهنت عليه الأمم المتحدة، سيعني أنّ الخيار العسكري سيكون هو عنوان المرحلة المقبلة، وسيكون الأمر أكثر حسمًا بالنظر إلى التحركات التي تُجرى أو على الأقل يُمهَّد لها من أجل ضبط المنظومة العسكرية التي شوّهها الإخوان طيلة السنوات الماضية.