نظرة عسكرية.. كيف يُجبر الحوثيون على الانخراط في مسار السلام؟

الجمعة 15 إبريل 2022 00:48:48
نظرة عسكرية.. كيف يُجبر الحوثيون على الانخراط في مسار السلام؟

مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ووضع لبنات عملية سياسية جديدة أزاحت الهيمنة الإخوانية المنفردة على مفاصل صنع القرار، وُضعت المليشيات الحوثية تحت الضغط من العمل على إعادة الانضباط العسكري في الحرب على المليشيات.

حاولت المليشيات الحوثية، إظهار أنها غير مكترثة بهذا المسار في محاولة للتقليل من آثاره عليها وحاولت الإدعاء بذلك عبر تصريحات قياداتها التي أبدت تمسكًا بالتصعيد العسكري، إلا أنّ ذلك لم يمنع ظهور حالة من القلق على المعسكر الحوثي.

بواعث القلق الحوثي تعود لما كان سائدًا في الفترات الماضية، إذ اعتمدت المليشيات على حزب الإصلاح ركيزة أساسية في تأمين بقائها، وهذا يعود إلى أنّ المليشيات استغلت الخطايا التي ارتكبها الإخوان ليس فقط من خلال التخادم مع الحوثيين لكن أيضًا على صعيد تحويل بوصلة الحرب نحو اجتياح الجنوب وإغراقه بالأزمات الشاملة.

وجاء تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ليوجه ضربة قاسمة للهيمنة الإخوانية على المشهدين السياسي والعسكري، وهو ما أثار قلقًا حوثيًّا من إمكانية تحقيق الانضباط العسكري لمنظومة مواجهة إرهابها المسعور.

ومع إظهار الحوثيين حالة من التمسك بالخيار العسكري ورفض الانخراط بشكل جدي في إطار مفاوضات تحقيق السلام، فإنّ الأمر يتطلب المضي قدمًا في خطوة أكثر قوة، تقوم على تكثيف الضغوط على المليشيات المدعومة من إيران.

يتحقق ذلك من خلال التقدم ميدانيًّا بشكل أكبر في إطار تكثيف الضغوط على الحوثيين عبر جبهات مختلفة، وتحديدًا صوب جبهة مأرب التي تضعها المليشيات كأولوية لها بغية السيطرة عليها ومن ثم الاستفادة من إنتاجها النفطي.

هناك ضرورة أخرى للتحرك ميدانيًّا، عنوانها يجب أن يكون صوب محافظة الحديدة، وقتها سيكون الأمر أشبه بإطباق الحصار على المليشيات الحوثية، ومن ثم تجد نفسها تحت ضغط مكثف يُجبرها على الانخراط في مسار عملية السلام.

بغير ذلك، لا يبدو أن المليشيات قد تُقدم من تلقاء نفسها على التجاوب من جهود التسوية السياسية، وقد أثبتت الفترات الماضية هذه الحقيقة بشكل واضح، فتكثيف الضغوط على المليشيات يجب أن يسبق أي مساعٍ للضغط عليها.