تعويل أممي على الخليج لتفكيك قنبلة صافر النفطية
يُعوِّل المجتمع الدولي، على المساعدات الخليجية في مواجهة أزمة خزان صافر التي تنذر بتهديدات بيئية مروعة، حذّرت الأمم المتحدة في الكثير من المناسبات من تداعياتها.
وخزان صافر ناقلة نفط عائمة تقع قُبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحُديدة على البحر الأحمر، ولم تخضع للصيانة منذ فترة طويلة، وتواجه خطر تسريب مليون و100 ألف برميل من النفط الخام.
وهذا الخطر من شأنه أن يؤدي إلى غرق أو انفجار الخزان بعد حدوث تسرب للمياه داخل الخزان ما يُنذر بكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية، بما يُشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلامة البيئية في الدول المُطلة على البحر الأحمر.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج، أجرى جولة خليجية قادتها الأمم المتحدة، استهدفت رفع مستوى الوعي بحجم التهديدات الإقليمية لناقلة النفط صافر.
الجولة هدفت إلى جمع منح بقيمة 80 مليون دولار لعملية تفريغ الناقلة بحسب خطة أعلنتها الأمم المتحدة لإزالة النفط من الناقلة.
وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإنّ المبعوث الأمريكي لليمن يعتزم العمل عن كثب مع منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ديفيد جريسلي لمنع وقوع كارثة.
وزادت الآمال بأن يتم إنقاذ خزان صافر قبل الانفجار، إذ أعلنت هذا الأسبوع، عن خطة للتصدي لتهديد خزان صافر، تتضمن العمل على مسارين، الأول تركيب سفينة بديلة على المدى الطويل للخزان العائم صافر خلال فترة مستهدفة، تمتد لـ 18 شهرًا.
بينما المسار الثاني هو تنفيذ عملية طارئة لمدة أربعة أشهر من قِبل شركة إنقاذ بحري عالمية؛ وذلك من أجل القضاء على التهديد المباشر من نقل النفط من على متن ناقلة صافر إلى سفينة مؤقتة آمنة.
وفق الخطة، تبقى الناقلتان في مكانهما حتى يتم نقل النفط إلى الناقلة البديلة الدائمة، وعندئذ سيتم سحب ناقلة صافر إلى الساحة، ويتم بيعها لإعادة تدويرها.
في سياق متصل، حذّر البرلمان العربي - اليوم الجمعة - من استمرار تلاعب مليشيا الحوثي بملف خزان صافر، وتغيير مواقفها واستخدامه كورقة ابتزاز سياسي، وعدم السماح لصيانة الخزان النفطي.
وشدد البرلمان العربي، على ضرورة التحرك الدولي الفوري والعاجل لنقل الوقود إلى أماكن آمنه، الأمر الذي أصبح لا يتحمل التأجيل لتفادي هذه الكارثة الإنسانية الكبرى، محذرا من أي تقاعس دولي في ظل الهدنة الأممية القائمة والتي نأمل أن تؤدي إلى حل سياسي دائم وشامل.
ودعا مليشيا الحوثي، للاستجابة للنداءات الدولية والخطط المقدمة من الأمم المتحدة لاحتواء الأزمة وعدم التلاعب بحياة الشعب اليمني الذي لم يعد يحتمل مواجهة جديدة تؤثر على احتياجاته الحياتية كون حدوث أي كارثة بخزان صافر سيؤدي الى إغلاق ميناء الحديدة وهو شريان الحياة بالنسبة للسكان.
كما طالب البرلمان العربي مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم الأمنية والإنسانية والأخلاقية والعمل الجاد لإنقاذ الموقف المتأزم الذي ينذر بكارثة، واتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لإلزام ميليشيا الحوثي الانقلابية بنقل الوقود قبل وقوع الكارثة، مؤكدا دعمه الكامل لكافة الجهود المبذولة في هذا الشأن.
الخطة الأممية الساعية لإنقاذ خزان صافر من خطر الانفجار تحظى بدعم خليجي واسع، عبّر عنه مجلس التعاون بتأكيده الدعم الكامل للجهود الدولية في التعامل مع خزان النفط "صافر".
وقال الدكتور نايف فلاح الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن المجلس يشدد على دعمه تلك الجهود وضرورة تسريعها، وأيضاً الدعم المستمر لرفع المعاناة الإنسانية عن السكان.
هذا الزخم الكبير في التعامل مع خطر انفجار خزان صافر النفطي والذي أنعش الآمال بوقف هذا الخطر، يظل محاطًا بتهديدات قد تمارسها المليشيات الحوثية تنذر بالكثير من المخاطر على الجميع، وهو ما يفرض حتمية العمل على تكثيف الضغوط على المليشيات الحوثية لوقف العراقيل التي تضعها في مسار صيانة الخزان.