إرهاب المليشيات.. حيلة حوثية نحو مكاسب من وراء الهدنة الأممية

الأربعاء 20 إبريل 2022 21:08:42
إرهاب المليشيات.. حيلة حوثية نحو مكاسب من وراء "الهدنة الأممية"

تعاملت المليشيات الحوثية مع الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة مطلع أبريل الجاري،بسياسات مشبوهة استغلتها لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب والمصالح.

فإلى جانب سلسلة من الخروقات العسكرية عبر ارتكاب أعمال عدائية في أكثر من جبهة، بما في عمليات إرهابية في الجنوب وتحديدًا في محافظة الضالع عبر عشرات الخروقات، استغلت المليشيات الهدنة لتركز أيضًا أكثر على عمليات السطو والنهب إلى جانب العمل على تأزيم الوضع المعيشي.

وعملت المليشيات الحوثية على مدار الفترات الماضية، على تخزين كميات كبيرة من الوقود واحتكاره لبيعه لاحقًا في السوق السوداء، وتأمين مخزونها النفطي استعدادا لمرحلة جديدة من التصعيد وارتكاب الأعمال العدائية.

وعلى الرغم من أنّ الهدنة شملت وصول عدد كبير من السفن المحملة بالوقود بما في ذلك الغاز، إلا أنّ مليشيا الحوثي عملت على تفاقم أزمة الغاز وحرمان المواطنين من الحصول على احتياجاتهم مع تنشيط ملحوظ في حركة السوق السوداء.

تزامن ذلك مع توجيهات أطلقتها المليشيات مؤخرًا باستحداث العديد من المخازن في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، بما فيه أحواش مترامية الأطراف في مدينة الحديدة، تم تحويلها إلى مخازن للوقود.

وبالتزامن مع حلول شهر رمضان، استغلت المليشيات الشهر الكريم في تكثيف معدلات البيع عبر السوق السوداء للاستفادة من فرق الأسعار، إذ استغلت زيادة حجم الاستهلاك للغاز المنزلي خلال رمضان.

وعمدت المليشيات الحوثية إلى استثمار الزيادة في الاستهلاك لبيع أكبر كمية ممكنة سواء من الغاز المستورد أو المحلي عبر السوق السوداء، وبدلًا من البيع إلى المواطنين مباشرة بموجب الهويات الشخصية، عملت المليشيات على حصر بيع الغاز المستورد للمواطنين عبر عقال الحارات، ومن ثم يتم تحديد كمية محدودة للغاية مقارنة بحجم احتياجات السوق السوداء ما يغذي من الأزمة الإنسانية.

وقود السيارات لم يكن بأفضل حالًا، إذ عملت المليشيات على تأخير توزيع كميات الغاز المستورد على المحطات وذلك قبل أن يتم إنزاله بسعر مرتفع وصل إلى أكثر من 8300 ريال، وتخصيص كميات قليلة جدا.

الجرائم الحوثية تنذر بتفاقم أكبر في الأعباء الإنسانية، وهو ما يتطلب ضرورة الضغط على المليشيات لتتوقف عن إشهار هذا السلاح المدمر في وجه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، باعتبار أن ذلك يقود إلى إطالة أمد الأزمة.