صحيفة دولية : هادي لغريفيث : مبادرة ميناء الحديدة فات وقتها

الخميس 28 يونيو 2018 00:35:35
صحيفة دولية : هادي لغريفيث : مبادرة ميناء الحديدة فات وقتها

مارتن غريفيث

العرب اللندنية

طالب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الأربعاء بانسحاب كامل للمتمردين الحوثيين من محافظة الحديدة غرب اليمن، خلال لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، في خطوة اعتبرها مراقبون ردا صريحا من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على مبادرة غريفيث بوضع ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة.

والتقى غريفيث مع هادي في العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا، في إطار جهوده الدبلوماسية لتجنيب المدينة المزيد من المعارك. وقالت مصادر مختلفة إن المبعوث الأممي أبلغ الرئيس اليمني خلال لقائهما أمس بأن الحوثيين وافقوا على وضع ميناء الحديدة، تحت إشراف الأمم المتحدة.

وكشفت مصادر يمنية مطّلعة لـ”العرب” أن المبعوث الأممي تفاجأ بالحزم الذي وجده لدى هادي، ما دعاه إلى مغادرة عدن دون تحقيق أي تقدم، لافتة إلى أن هادي قال لغريفيث إن مبادرة وضع ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة كان يمكن القبول بها في أشهر سابقة في سياق مساعي الحكومة والتحالف العربي لمنع المتمردين من الحصول على الأسلحة من إيران، لكن الآن تغيرت الأمور بعد أن بدأ الحسم العسكري، وأن الحكومة وحلفاءها استنفدوا كل السبل لإنجاح الحل الدبلوماسي.

وأفادت مصادر أخرى بأن “المبعوث الأممي غادر عدن إلى العاصمة العمانية مسقط، بعد إخفاقه في تحقيق أي تقدم يفضي إلى وقف معركة الحديدة”.

وقال مراقبون سياسيون في عدن إن إعادة طرح مبادرة غريفيث في مرحلة ما بعد المطار تبدو وكأنها محاولة لإنقاذ المتمردين أكثر من كونها خطة لنزع فتيل الأزمة أو خلق مناخ إيجابي للاستمرار في التفاوض السياسي، مشددين على أن الحوثيين لم يقبلوا بالمبادرة إلا لقناعتهم بأن وقتها قد فات، وأنهم ربما ينجحون في دق الإسفين بين الحكومة والمبعوث الأممي بهدف ربح المزيد من الوقت وتعطيل خيار الحل العسكري في المدينة.

وتشن القوات الموالية للحكومة بدعم من التحالف العربي هجوما على الساحل الغربي لليمن باتجاه ميناء الحديدة الذي تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى الملايين من السكان.

وقال مصدر حكومي يمني إن “الرئيس هادي تمسك بضرورة الانسحاب الكامل للحوثيين من الحديدة دون شروط، أو مواجهة الحسم العسكري”.

ونقلت وكالة سبأ الرسمية للأنباء عن الحكومة اليمنية مطالبتها بـ”الانسحاب الكامل للحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة”.

وكانت القوات الموالية للحكومة أطلقت في 13 يونيو الحالي بمساندة من الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي في التحالف العربي بقيادة السعودية، هجوما على ساحل البحر الأحمر باتجاه مطار وميناء الحديدة لتخليصهما من قبضة الحوثيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين.

ويسيطر المتمردون الحوثيون على الميناء الذي يعتبره التحالف ممرا لتهريب الأسلحة الإيرانية ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر. ويؤكد التحالف أن الهجوم الذي بلغ مطار المدينة الواقع في جنوبها، لن يتوقف إلا في حال انسحاب المتمردين من المدينة ومينائها.

وقال خالد اليماني وزير الخارجية اليمني في بيان له إن الرئيس هادي رحب بجهود الأمم المتحدة التي تستند إلى “مبادرة الحديدة” المطروحة منذ 31 مايو الماضي.

لكنه شدد على أن “المبادرة هي حزمة متكاملة تقوم في الأساس على مبدأ الانسحاب الكامل للحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة ودخول قوات من وزارة الداخلية إلى المنطقة”، معتبرا أنه لا يمكن أن يتحقق أمن الملاحة الدولية دون أن يغادر الحوثيون محافظة الحديدة وموانئها.

وأضاف أنه “لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الغربي وحماية الملاحة الدولية دون مغادرة كافة الميليشيات الحوثية للمحافظة بما في ذلك خروجها من ميناءي الصليف ورأس عيسى ومؤسسات الدولة”، وأن “الحكومة اليمنية والتحالف حريصان على تجنيب الميناء والمدينة أي مواجهات مسلحة، وتجنيب المدنيين والبنى التحتية الضرر”.

وتزيد القوات اليمنية بمختلف فصائلها من الضغوط على المتمردين الحوثيين مع توسيع دائرة الجبهات بشكل متزامن، ما يجعل من صمودهم أمرا مستحيلا.

وسيطرت القوات اليمنية الأربعاء على مواقع عسكرية استراتيجية جديدة في محافظة البيضاء، وسط البلاد.

وقال العقيد مسعد الصلاحي، القيادي في الجيش الوطني بمحافظة البيضاء، إن “قوات الجيش شنت هجوما على مواقع الحوثيين في مديرية قانية بالمحافظة، واستطاعت السيطرة على جبال يسبل وتلة حوران”.

وأضاف الصلاحي، وهو أيضا مدير عام مديرية ناطع في المحافظة، أن “هذه المواقع تكمن أهميتها في أنها مرتفعات جبلية تطل على منطقة الوهبية في مديرية السودية في المحافظة”.

ولفت إلى أن “تقدم قوات الجيش جاء بإسناد من طيران التحالف العربي الذي شن غارات جوية على مواقع وتجمعات مسلحي الحوثي”.

وأشار إلى أن “الأنباء تفيد بسقوط ضحايا من الحوثيين، جراء المواجهات مع قوات الجيش وغارات التحالف العربي، غير أنه لم تتسن على الفور معرفة رقم دقيق لحجم الخسائر البشرية أو المادية”.

وكانت قوات الجيش اليمني، قد حققت تقدما ميدانيا كبيرا خلال الأيام الماضية، وأعلنت سيطرتها على 50 كيلومترا من محافظة البيضاء، التي توصف بأنها قلب اليمن، كونها ترتبط بحدود ثماني محافظات.