عيد العمال في الجنوب.. بطالة متعمدة ورواتب منهوبة
فيما يحتفل العالم اليوم الأحد بعيد العمال، تحل هذه الذكرى المهمة بينما يكافح أعداد ضخمة في الجنوب أزمة اقتصادية حادة، يتخللها تفاقم حاد في نسبة البطالة، من جرّاء سياسة التهميش التي سادت لفترات طويلة كأحد تبعات الاحتلال اليمني.
فمنذ تسعينات القرن الماضي، متى وقع الجنوب بين براثن الوحدة المشؤومة وما تبعها من حرب غاشمة، كتمت فيها دبابات الاحتلال اليمني أنفاس الجنوبيين، يعاني الشعب حالة تهميش مزرية في مختلف القطاعات.
إحدى وسائل التهميش التي نخرت في عظام الجنوب كسرطان خبيث تمثّل في الإقصاء من الوظائف وإحلال عناصر يمنية في مؤسسات الجنوب وإداراته كنوع من محاولة إذلال الجنوبيين من جانب، وكذا التحكم في موارده وثرواته لتبتلعها هوامير الفساد.
هذا الإقصاء من الوظائف خلّف معاناة قاتمة في الجنوب، إذ زادت طوابير العاطلين وباتت أعداد ضخمة من المواطنين رهن البحث عن عمل لسد احتياجاتهم وتلبية عوزهم.
وجاءت حرب الخدمات التي تُشَن على الجنوب منذ فترة طويلة، لتضيف المزيد من الأعباء على الجنوبيين، وتقضي بشكل كامل على فرص إيجاد وظائف للمواطنين لمواجهة تلك الأعباء.
طعنة أخرى تعرّض لها الجنوب على مدار سنوات تمثل في وقف صرف الرواتب لفترات طويلة، ولوحظت حالة من العنصرية ففي الفترات التي كانت تُصرف فيها الرواتب على قلتها، فقد حُرم الجنوبيون (أصحاب الأرض) منها بشكل متعمد، بينما من كانت تُصرف لهم الرواتب عناصر يمنية مستوطنة في الجنوب.
كل هذه الأعباء التي عانى منها الجنوبيون وخلّفت أزمة إنسانية قاسية، انتعشت الآمال في إنهائها، منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وحجم التعهدات التي أطلقت بشأن العمل على تحسين مسار الأوضاع الإنسانية كأولوية في هذه المرحلة.
وزادت هذه الآمال في ظل الفرص الاقتصادية الكبيرة التي يزخر بها الجنوب، والتي تتضمن فرصة سانحة أمام مواطنيه لتحقيق انتعاشة حياتية، إذ يّعوَّل على استغلالها في الفترة المقبلة لتحقيق تلك الانتعاشة.