الأمم المتحدة تبحث عن حلحلة إنسانية بالرهان على هدنة مشكوك في صمودها

الاثنين 2 مايو 2022 01:48:19
الأمم المتحدة تبحث عن حلحلة إنسانية بالرهان على هدنة مشكوك في صمودها

متجاهلة الخروقات التي ترتكبها المليشيات الحوثية ومآلات وتأثيرات ذلك على الهدنة الأممية، دعت الأمم المتحدة للاستفادة من الهدنة الإنسانية بغية زيادة وصول المساعدات إلى كافة الأنحاء، واعتبرتها "لحظة أمل".

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أصدر بيانًا أورد خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لهذا العام والتي تتطلب توفير 4.3 مليار دولار، في مسعى لعكس مسار التدهور المستمر في الأوضاع الإنسانية.

ويفترض أن تصل مساعدات هذه الخطة 17.3 مليون شخص من أصل 23.4 مليون في حاجة إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة وخدمات الحماية في جميع أنحاء اليمن.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي، إنّ الأزمة الإنسانية المتفاقمة حقيقة واقعة ينبغي التصدي لها على وجه السرعة.

وحذّر من أن عدد الأشخاص في البلاد الذين يحتاجون الآن إلى المساعدة يتجاوز 23 مليون شخص، ما يمثل زيادة بنحو ثلاثة ملايين شخص مقارنة مع عام 2021، بينما يواجه نحو 13 مليونا بالفعل مستويات احتياجات حادة.

وتفيد بيانات أممية، بأن نحو 161 ألف شخص يواجهون أشد أنواع الجوع تطرفًا، ولا يزال الأطفال يعيشون بشكل مروع، حيث يعاني 2.2 مليون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من نصف مليون طفل في مستويات حرجة.

ووصف جريسلي هذه الأرقام بـ"الصادمة"، مشيرا إلى أن الهدنة الحالية تمثل "فرصة حيوية لوكالات الإغاثة لتوسيع نطاق المساعدة المنقذة للحياة"، وقال إن ذلك يمثل "لحظة أمل".

ودعا المنسق الوكالات الإغاثية إلى تكثيف جهودها في اليمن فورا، مؤكدا أن المنظمة العالمية تتمتع بالتمويل الكافي من المانحين.

البيان الأممي يكشف حالة من التعويل من قِبل المنظمة على الهدنة القائمة حاليًّا لتوظيفها ليس فقط في مسار محاولة التوصل إلى تسوية سياسية، لكن أيضًا في مسعى لاستغلال هذا الزخم في إحداث حلحلة مطلوبة للأوضاع الإنسانية بشكل كامل.

بيد أن استمرار المجتمع الدولي في تجاهل الخروقات التي تواصل المليشيات الحوثية ارتكابها يفتح الباب أمام فشل أي جهود تستهدف التوصل إلى تسوية سياسية من جانب أو حتى إحداث حلحلة في الوضع الإنساني.

والرهان الذي تضعه الأمم المتحدة على الهدنة يجب أن يصاحبه أيضًا حالة من الضغط على المليشيات الحوثية لإجبارها على احترام مسار التهدئة، وإفساح المجال أمام التداخلات الإنسانية، فيما ترك الباب مفتوحًا أمام المليشيات الحوثية لتتمادى في خروقاتها يعني إطالة أمد الحرب بشكل مروع.