جنوح الجنوب نحو السلام.. الرسالة التي لا يجب أن تُفهم خطئًا

الخميس 5 مايو 2022 00:21:06
جنوح الجنوب نحو السلام.. الرسالة التي لا يجب أن تُفهم خطئًا

قاد الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بفضل سياساته الحيكمة والرصينة ، الجنوب نحو إتباع سياسات مسالمة حققت في نهاية المطاف نجاحات متواصلة تعضد من مسار قضية شعب الجنوب.

ولم يخيب الرئيس الزُبيدي تطلعات الشعب الجنوبي عندما فوضوه في مثل هذا اليوم منذ خمس سنوات ليحمل لواء قضية الشعب الساعي لاستعادة دولته، لكنها نجح في وضع الجنوب في موقع سياسي متقدم للغاية، فالرئيس الذي كان قد أقيل من منصبه كمحافظ للعاصمة عدن في 2017 ضمن خطة لتهميش الجنوب، ها هو اليوم يقود قضية شعب الجنوب ويشارك كذلك في دائرة اتخاذ القرار (مجلس القيادة الرئاسي).

وإلى جانب النجاحات العسكرية التي حققها الجنوب في مكافحة الإرهاب بما في ذلك ضد المليشيات الحوثية، فقد أبدى المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي انفتاحًا كبيرًا نحو السلام والاستقرار عبر تغليب لغة الحوار.

السياسة المسالمة التي اتبعها الجنوب لم يكن مصدرها ضعف أو استكانة من قِبل الجنوب، لكنها رغبة في حل الخلافات والأزمات عبر الحوار، مصحوبة في الوقت نفسه بتملُّك القوة العسكرية القادرة على صون أحلام وتطلعات الشعب الجنوبي.

وحرص الرئيس الزُبيدي في العديد من المناسبات التي تحدّث فيها إلى الشعب الجنوبي، على التأكيد على أنّ لغة الحوار وسياسات المسالمة التي يتبعها المجلس الانتقالي لا تعني مُطلقًا أن القيادة تحيد عن تحقيق تطلعات شعبها التي تتمحور حول استعادة الدولة وفك الارتباط.

ويرى مراقبون أن النظام اليمني يعيش حالة من الوهم إذا ما ظنّ لوهلة أنه سيكون قادرًا على فرض وإملاء شروطه على الجنوب وقضية شعبه، من وراء سياسات السلام التي يتبعها المجلس الانتقالي.

يرتبط بذلك بالتفسير الخاطئ لسياسات الجنوب من قِبل الساسة اليمنيين أو حتى متخذي القرار الذين قد يتوهمون أن حرص الجنوب على تغليب لغة الحوار تنم عن عجز على مواجهة الخصوم أو حتى عدم قدرة على الإيفاء بما تم التعهد للشعب به.

ولا يخلو هذا الواقع من سياسة حرب نفسية يتعرض لها الجنوب على يد قوى صنعاء في محاولة لتفجير قنبلة من اليأس أمام مسار الجنوبيين نحو استعادة دولتهم، وفي مسعى واضح لزرع العراقيل أمام التمكّن من تحقيق هذه التطلعات للمواطنين.

وفيما يملك خصوم الجنوب كتائب وأذرع إعلامية تعمل لتحقيق هذه الأغراض المشبوهة، بيد أن تأكيدات الرئيس الزُبيدي وقيادات المجلس الانتقالي بشأن التمسك بتحقيق تطلعات الجنوبيين مهما حدثت من تطورات أو تغييرات في المشهد السياسي يظل عامل الطمأنة الرئيسي الداعم لمسار قضية الشعب العادلة.