جهود الانتقالي تتحدى إرهاب أعداء الجنوب.. كيف تتحقق الانتعاشة الخدمية؟
إلى جانب التحديات الأمنية التي تحيط بالجنوب، فلا صوت يعلو صوت القطاع المعيشي وضرورة إحداث انتعاشة تنعكس على الواقع اليومي للمواطنين الذين كافحوا عناء حرب الخدمات لسنوات طويلة.
وكثيرًا ما دعا المجلس الانتقالي، حامل لواء قضية شعب الجنوب، حكومة المناصفة باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن تحسين الوضع المعيشي للمواطنين كأولوية قصوى.
وفي اجتماعها الدوري اليوم الاثنين، برئاسة فضل محمد الجعدي نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس المجلس الانتقالي، وقفت هيئة الرئاسة توجهات حكومة المناصفة وأجندات عملها للفترة القادمة وفي مقدمتها استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، ونتائج مشاورات الرياض، وجددت الهيئة في هذا السياق حرص المجلس الانتقالي على المساعدة في تنفيذها.
هيئة رئاسة المجلس شدّدت على ضرورة اضطلاع البنك المركزي بمهامه في ضمان استقرار العملة المحلية، داعية حكومة المناصفة ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة وفروعها بالمحافظات وقيادات السلطات المحلية للقيام بواجباتها في ضبط الأسعار ومراقبتها، ووضع حد لجشع التجار وتلاعبهم بأسعار المواد الغذائية التي أرهقت كاهل المواطن.
توجيهات المجلس الانتقالي في هذا الصدد تعكس حجم الأهمية التي يوليها المجلس الانتقالي لتحقيق نقلة نوعية في الواقع المعيشي للمواطنين، وذلك بعدما أثقلت الأعباء كاهل المواطن الجنوبي وحرمته من أدنى احتياجاته الآدمية.
وإلى جانب ضرورة التزام حكومة المناصفة باتخاذ التدابير اللازمة التي تحقّق هذه النقلة النوعية، يرى محللون أن خروج الجنوب من دائرة التؤزم الاقتصادي يتوقف على الانخراط في عملية تنموية شاملة ومتكاملة.
وتشدّد أغلب الآراء والتحليلات على أنّ تحقيق هذه الانتعاشة لا يجب أن تقتصر على تركيز الجهود في محافظة واحدة بعينها، بقدر ما يتوجب العمل على الانخراط في تلك العملية على مستوى كل محافظات الجنوب دون استثناء، بما يساهم في تحقيق انتعاشة تجارية - اقتصادية تكون لها انعكاسات إيجابية على المواطنين بشكل مباشر.
وفيما تحتاج هذه العملية التنموية إلى حالة من الاستقرار الأمني، فهذا الأمر يفسر حجم الاهتمام الذي يوليه المجلس الانتقالي في إطار العمل على استتباب الأمن والقضاء على أي معالم للفوضى في أرجاء الجنوب، ومنح هذا الملف أولوية قصوى لتوفير مناخ آمن أمام بيئة اقتصادية تخطو نحو التنمية.
في المقابل، فإنّ هذه المعادلة تفسّر أيضًا إصرار وتمادي أعداء الجنوب وتحديدًا تنظيم الإخوان في تنفيذ مؤامرة إغراق الجنوب في حالة من الفوضى والإرهاب، باعتبار أنّ هذا الأمر يقضي على أي فرص أمام تحقيق نقلة نوعية في الواقع المعيشي بالجنوب.