خزان صافر يعود إلى الواجهة.. تعويل أممي على الأربعاء الأخير

الثلاثاء 10 مايو 2022 19:46:32
خزان صافر يعود إلى الواجهة.. تعويل أممي على "الأربعاء الأخير"

عاد خزان صافر النفطي إلى طاولة التحذيرات الأممية من جديد، ما يشير إلى أنّ المجتمع الدولي ربما فقد الثقة في إمكانية إحداث حلحلة في هذا الملف الذي ينذر بتهديدات مرعبة.

الأمم المتحدة حذّرت مما اعتبرتها تداعيات كارثية لأي تسرّب نفطي محتمل من ناقلة النفط صافر المهجورة، مشيرة إلى أن تكلفة معالجة حادث من هذا النوع قد تبلغ 20 مليار دولار.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي، في مؤتمر صحفي في عمان، إنّ تداعيات انفجار صافر أو تسرب النفط منها ستكون كارثية.

وأضاف: "سيكون التأثير على البيئة هائلًا وسيتم إنفاق 20 مليار دولار فقط بهدف تنظيف التسرب النفطي في حال وقوعه".

ورأى أنّه لا يوجد متسع من الوقت للتعامل مع المشكلة، مشيرًا إلى أنّ الناقلة صافر تمر بمرحلة تحلل كبير، وتابع: "كل يوم يمر، كل شهر يمر، كل سنة تمر يزيد من فرصة تحطمها وتسرب النفط".

المسؤول الأممي عبّر عن أمله في جمع نحو 80 مليون دولار خلال مؤتمر يوم الأربعاء الذي يعقد بتنظيم من الأمم المتحدة وهولندا لتأمين نقل النفط بشكل آمن في المرحلة الأولى، مشيرًا إلى أنّ هذا المبلغ جزء من ما يقارب 144 مليون لازمة لإنجاز خطة الإنقاذ.

وتحتاج الأمم المتحدة مبلغ 80 مليون دولار من أجل إفراغ نحو 1.1 مليون برميل من النفط، تحملها الناقلة صافر على متنها، علمًا بأنها لم تخضع لأي عمليات صيانة منذ أكثر من ست سنوات، بما يُنذر بحدوث تسرُّب نفطي هائل منها، أو تفككها وانفجارها في أسوأ السيناريوهات.

ولا يمكن الثقة في جهود كهذه، فالأمم المتحدة سبق أن توصلت إلى اتفاق مع المليشيات الحوثية لبدء عملية تفريغ آمن للحمولة، إلا أنّ التنصل الحوثي من المسؤولية لا يزال يفرض نفسه على هذا المشهد المرتبك، وذلك تكرارًا لسيناريو الخروقات التي ارتكبتها المليشيات المدعومة من إيران طوال الفترات الماضية.

وتتحرك الأمم المتحدة منذ عام 2015، لحل أزمة خزان صافر، بينما تواصل المليشيات الحوثية نكث التعهدات وهو ما جعل خطر انفجار الناقلة النفطية قريبًا للغاية، وينذر بآثار بيئية واقتصادية ومجتمعية مرعبة.

وما زاد من وتيرة القلق والرعب هو ما كشفه فريق تابع للأمم المتحدة، كان قد أجرى زيارة لميناء رأس عيسى، إذ قال آنذاك أنّ الناقلة العملاقة التي بُنيت قبل 45 عامًا، تَبلى بوتيرة متسارعة، وهو ما يجعلها عرضة لخطر انسكاب كميات هائلة من النفط منها، إما جراء تسرب حمولتها منها أو انفجارها، خاصة في ظل مؤشرات تفيد بنفاد غاز النيتروجين الخامل، الذي عادة ما يمنع حدوث مثل هذه الانفجارات.