الحوثي يمهد للتنصل من التزامات صيانة صافر بـ عراقيل سياسية
تتجه المليشيات الحوثية الإرهابية، نحو إحداث المزيد من العبث بملف أزمة خزان صافر، عبر تجديد التنصل من المسؤولية والعزوف عن اتخاذ الإجراءات التي تفسح المجال أمام تحقيق الصيانة المطلوبة.
وإزاء موجة الانتقادات التي يتعرض لها الحوثيون في هذا الإطار، روّجت المليشيات لأطروحات مغايرة ومنافية للحقيقة، بزعمها أنّ الأمم المتحدة لم تلتزم بتنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة الخزان النفطي العائم “صافر”، الراسي منذ عام 2014 قبالة سواحل محافظة الحديدة.
ونقل إعلام حوثي عما تعرف باللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة والتقييم الشامل للخزان العائم صافر، عن أسفها وخيبة أملها، جراء ما دعته عدم التزام الأمم المتحدة بتنفيذ مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في 5 مارس الماضي.
المثير للسخرية أنّ المليشيات الحوثية دعت الأمم المتحدة للتعامل بالجدية اللازمة والتي تتناسب مع حجم الكارثة المحتملة جراء استمرار تدهور وضع خزان صافر، وما قد يترتب على حدوثها من تداعيات بيئية واسعة في البحر الأحمر.
الموقف الحوثي يتزامن مع اجتماع مهم يعقده مؤتمر المانحين في لاهاي اليوم الأربعاء، لجمع 144 مليون دولار لتمويل عملية تفريغ مليون برميل من النفط الخام من الناقلة صافر.
وقد أعرب ديفيد جريسلي المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن جمع الأموال بسرعة، لتجنب حدوث كارثة على ساحل البحر الأحمر والمنطقة.
وقال إنّ المبلغ الذي يتطلعون إلى جمعه هو مبلغ هزيل قياسا بالتأثير المحتمل لتسرب سيكون كارثيا، ستتكلف إزالته 20 مليار دولار.
الموقف الحوثي بالتزامن مع مؤتمر المانحين هو تمهيد واضح من قِبل المليشيات المدعومة من إيران بأنها ستتنصل من أي التزامات في هذا المجال، بعدما اختارت أن تلقي بالمسؤولية على الأمم المتحدة.
إقدام المليشيات الحوثية على هذه الخطوة هو محاولة واضحة لتفادي موجات الغضب الموجهة ضد هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران، على تسببه المباشر والرئيسي في تهديد المنطقة بأكملها بمخاطر بيئية واقتصادية خطيرة.