معركة إنسانية كبيرة تخوضها الإمارات لدعم الحديدة
الهلال الأحمر الإماراتي يوزع المساعدات على أسر الشهداء في اليمن
تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الحملة الإغاثية العاجلة والمستمرة في المناطق المحررة في محافظة الحديدة غرب اليمن.
الدعم الإماراتي الإنساني المتواصل لليمنيين يأتي تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وبدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وتخوض فرق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي معركة إنسانية كبيرة في مختلف مناطق اليمن المحررة، جعلتها من أهم الهيئات الدولية الفاعلة على الأرض، التي ساعدت في انتشال الوضع الكارثي والإنساني، سيما مناطق محافظة الحديدة التي تضربها المجاعة.
وتسعى الفرق الميدانية للهلال الأحمر الإماراتي، عبر توفير الاحتياجات الأساسية العاجلة للحد من معاناة الأهالي في الحديدة، ضمن الحملة الإغاثية للأشقاء اليمنيين.
ويأتي دور فرق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في إطار المواءمة بين المسارين الإنساني والعسكري اللذين تشرف عليهما دولة الإمارات العربية المتحدة في الساحل الغربي اليمني.
في السياق، وزع فريق الهلال الأحمر الإماراتي، أمس الجمعة، عددا من السلال الغذائية بمنطقة موشج جنوب الحديدة، كما استمر في تقديم خيام إيوائية لنازحي مدينة الخوخة الذين نزحوا من مدينة الحديدة بعد تحويل مليشيا الحوثي الإرهابية لمنازلهم إلى دروع بشرية.
وتعمل فرق الهلال الأحمر الإماراتي، عبر توزيع المئات من الخيام والسلال الغذائية، على توسيع قدرات المخيم الاستيعابية، واستهداف جميع النازحين الذين فروا من منازلهم، نتيجة آلة الموت الحوثية التي تلاحق المدنيين.
وتكثف الهيئة من عملها الإنساني عبر تقديم حزمة من المساعدات الإنسانية والغذائية والعلاجية الشاملة للأهالي، لتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على مواجهة الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور، وتتواصل تلبية لحاجات الناس من المواد الغذائية بتوجيهات من قيادة دولة الإمارات الرشيدة.
خطوة إنسانية عاجلة
كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد سيرت جسرا إغاثيا عاجلاً إلى محافظة الحديدة، غرب اليمن، بناءً على توجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يتضمن 10 بواخر و3 طائرات، في إطار الاستجابة الإنسانية الفورية من دولة الإمارات للشعب اليمني الشقيق، وحرصا على توفير المساعدات الإنسانية والغذائية العاجلة لأهالي المناطق المحررة بمحافظة الحديدة.
ووفقا لوكالة أنباء الإمارات، فإن الجسر يشمل 13500 طن من المواد الغذائية المتنوعة، إضافة إلى تسيير جسر جوي لليمن، يشمل 3 رحلات جوية تنقل 10 آلاف و436 طردا غذائيا للشعب اليمني الشقيق.
كما سيرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سفينة تحمل 10000 طن من القمح تكفي 800 ألف شخص لمدة أسبوعين، منهم 480 ألف طفل و160 ألفا من النساء.
وقد قدم النازحين شكرهم إلى فريق الهلال الأحمر الإماراتي على كل ما قدمه لهم من مساعدات غذائية وإنسانية كانوا بحاجة ماسة إليها بعد أن تركوا منازلهم ونزحوا إلى مدينة الخوخة وموشج والمخاء وذباب المحررة والآمنة.
وتواجه دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تحديات كبيرة في المعركة الإنسانية التي عمق الانقلابيون وضعها الكارثي.
وتلعب هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دورا كبيرا في تقديم مزيد من الدعم والمساندة والتدخل الإنساني المباشر عبر الفرق الطبية المتنقلة، وتوزيع السلال الغذائية وإعادة تأهيل المدارس والطرقات، للحد من وطأة المعاناة عن كاهل المتأثرين واستمرار الحياة العامة.
وجاء توزيع المساعدات الإنسانية والغذائية على أهالي المناطق المحررة التابعة للحديدة، للتخفيف من وطأة معاناة أبناء الشعب اليمني، ومساعدتهم على تجاوز المرحلة الصعبة التي يمرون بها في وقت تعاني فيه معظم الأسر اليمنية من معوقات اقتصادية، جراء الممارسات الإرهابية لمليشيا الحوثي الموالية لإيران والأوضاع الإنسانية والاقتصادية القاسية.
مساران عسكري وإنساني
قال وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن عمليات استعادة محافظة الحديدة إلى أحضان الشرعية تسير في خطين متوازيين للمسار العسكري والمسار الإنساني.
وفي مثال يعكس الدعم الصادق والأخوي النابع من أصالة الإمارات وسياستها الثابتة بقيادتها الحكيمة، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ويستهدف دعم المواطنين اليمنيين في محنتهم لتجاوز الظروف الصعبة التي سببها انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية على الشرعية الدستورية، أكد القديمي أن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تدعم بسخاء في جبهة تهامة، خاصة المناطق التي تمت السيطرة عليها من قبل قوات المقاومة، حيث ضمنت وصول الغذاء والدواء والإيواء إلى كل المناطق المحررة.
وذكر وكيل أول محافظة الحديدة أن قوات التحالف العربي باشرت في تجهيز مخيمين للنازحين، فور معرفة عملية التهجير القسري الذي قام به الحوثيون داخل المدينة، وقامت بتجهيز مخيم في الخوخة وآخر في منطقة الرباط بمحافظة لحج، تحت إشراف السلطة المحلية للمحافظة، ممثلة في المحافظ الدكتور الحسن طاهر.
تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات تولي اهتماما كبيرا بالوضع الإنساني الصعب في اليمن، وأسهمت خلال الفترة من أبريل 2015 إلى أواخر نهاية الشهر المنصرم لعام 2018، بما يزيد على 3.77 مليار دولار أمريكي، في مشاريع استهدفت الصحة والتعليم والأمن والمرافق العامة والبنية التحتية والإعمار.
وقد أسهمت في رفع المعاناة عن 13.8 مليون يمني، منهم 5.3 ملايين طفل، إضافة إلى تقديم الإمارات 500 مليون دولار لدعم خطط الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018، ودعمت في مبلغ إضافي يقدر بـ70 مليون دولار في إعادة تأهيل الموانئ والمطارات.