تحليل: أهم التحديات أمام زيارة بايدن الى السعودية ؟

الجمعة 15 يوليو 2022 16:40:00
تحليل: أهم التحديات أمام زيارة بايدن الى السعودية ؟

تأتي زيارة بايدن إلى السعودية في ظروف معقدة، فالشريكان التقليديان ابتعدا عن بعضهما في الآونة الأخيرة، وتغيرت الأولويات في ظل الحرب بأوكرانيا، ولم تعد قضايا حقوق الإنسان تحظى بالاهتمام! فهل تعود العلاقات إلى سابق عهدها؟

حينما قرر الرئيس بايدن جعل المملكة العربية السعودية محطة في إطار رحلته الأولى إلى الشرق الأوسط، أثارغضبًا كبيرًا في الداخل الأمريكي، لدرجة أنه اضطر لتبرير موقفه في صحيفة واشنطن بوست.[1]

فبعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشفجي في أكتوبر 2018، هاجم بايدن، الذي كان لا يزال مرشحًا للرئاسة الأمريكية، القيادة السعودية بشدة، وقال في عام 2019: "سنجعلهم يدفعون الثمن ونجعلهم منبوذين كما هم"[2].

وأصدرت حكومته خلال فترة ولايته تقريرًا استخباراتيًا يفيد بأن ولي العهد محمد بن سلمان سمح باغتيال خاشفجي في إسطنبول.

اغتيال الصحافي جمال خاشفجي أثرت على العلاقة بين واشنطن والرياض وأطلق اسمه على الشارع الذي توجد فيه السفارة السعودية في واشنطن.

ما المتغير؟

في ضوء التغيرات الهائلة في الوضع السياسي في العالم، من المرجح ألا يدلي بايدن بعد الآن بتصريحات مماثلة، لكن ستظل هناك تصريحات شفهية عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان سيتم صياغتها بشكل مخفف.

هناك أيضًا علامات على تغير في الموقف فيما يتعلق بنقطة خلافية أخرى في العلاقات الأمريكية السعودية، وهي الحرب في اليمن. وبحسب رويترز، تناقش الحكومة الأمريكية إنهاء حظر تصدير الأسلحة الهجومية إلى السعودية الذي اقرته في فبراير 2021[3]. غير أن القرار النهائي لإلغاء هذا الحظر يعتمد على ما إذا كانت القيادة السعودية في الرياض ستحرز تقدمًا نحو إنهاء الحرب في اليمن.

ما المقابل السعودي؟

يحاول بايدن إقناع السعودية بمزيد من التقارب والتنسيق مع إسرائيل. ورغم أنه من غير المحتمل أن توقع المملكة على المدى القصير على ما يسمى بـ"اتفاقات أبراهام"، على غرار دول أخرى في المنطقة، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن التعاون وراء الكواليس أمر ممكن الحدوث.

صراع حول أسعار النفط!

تجري الزيارة وسط مخاوف من حدوث تغيير جذري في النظام السياسي العالمي، بسبب الحرب في أوكرانيا التي أصبحت بشكل متزايد تشكل تحديًا اقتصاديًا، للولايات المتحدة أيضًا.

تلعب أسعار النفط دورًا كبيرًا بالنسبة لبايدن ,إذ تجرى انتخابات الكونغرس الأمريكي النصفية في نوفمبر من هذا العام. ارتفاع أسعار الطاقة هدية لمعارضيه, ومن مصلحة بايدن أن تزيد المملكة العربية السعودية من حجم إنتاجها, لكن حتى لو أرادت المملكة العربية السعودية ذلك، فلن تتمكن من تلبية رغبات بايدن إلا بشكل محدود.

من الناحية الاستراتيجية , تحاول روسيا منذ وقت طويل ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في المنطقة. وهذا واضح بشكل خاص في سوريا، حيث قاتلت إلى جانب نظام الأسد بنجاح إلى حد كبير. أما في السعودية مثلًا، فيظهر ذلك بطريقة مختلفة تمامًا، من خلال التعاون التقني، فروسيا تدعم السعودية في تطوير برنامجها النووي.

السعودية: التنسيق مع موسكو وبكين

من وجهة نظر الرياض لا تشكل الصين أو روسيا بديلاً كاملاً للشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة، لكن السعودية تحاول تنويع محفظتها. وفي هذا الصدد، تجري المملكة أيضًا محادثات مع الصين وروسيا".

الحرب الأوكرانية والعقوبات ضد روسيا أظهرت تباينا في الموقف بين أمريكا والسعودية حليفتها التاريخية في الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبهر المنطقة على وجه التحديد بسبب تلك الخاصية التي تميل إلى إبتعاد الجمهور الغربي عنه مقابل اعجاب الجمهور العربي : الموقف القوي المناهض للغرب وإضفاء الطابع الشخصي على السلطة ورفض الليبرالية السياسية والاجتماعية.

المراجع
1- كرستن كنيب , ديو الألمانية , 14/7/2022
2- تغريدة بايدن على تويتر 21/11/2019
3- ديو الألمانية 11/7/2022

العميد / ثابت حسين صالح

باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي

الدراسات والتحليل

الأحد 21 إبريل 2024 13:51:18
السبت 20 إبريل 2024 14:36:00