تحليل: رسائل وأبعاد التصعيد الحوثي في الحديدة

الأحد 4 سبتمبر 2022 01:27:00
تحليل: رسائل وأبعاد التصعيد الحوثي في الحديدة

شكل العرض العسكري البري للحوثيين في الحديدة في الأول من سبتمبر بغطاء جوي بالتزامن مع عرض بحري رسالة لا تخلو من تحدّ للمجتمع الدولي وذروة التصعيد العسكري غير المسبوق.

ويعد هذا أول نشاط عسكري يعلن عنه في مدينة الحديدة منذ بدء الهدنة الراهنة في الثاني من أبريل الماضي.

التحركات المستجدة للحوثيين في الحديدة تندرج في سياق ابتزاز السلطة اليمنية الشرعية والقوى الراعية لمفاوضات السلام لدفعها إلى القبول بحزمة المطالب الجديدة التي يعرضونها وفي مقدمتها رفع جميع القيود عن موانئ الحديدة، وعن الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي، إلى جانب التزام الحكومة المعترف بها دوليا بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم...وهو ما يعني انهم يريدون كل شي مقابل لاشي.التصعيد الخطير للحوثيين في الضالع وتعز، ثم الدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة نحو الحديدة يندرج في سياق عملية لي ذراع، وهذا يضع المجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة أمام اختبار صعب، بين الخضوع مجددا لمطالب الحوثيين ومحاولة إجبار الحكومة الشرعية للقبول بها، وبين التحرك ووضع حد لسياسة الحوثيين.
هناك شك أن تجنح الإدارة الأميركية إلى الخيار الثاني بالنظر إلى مواقف سابقة كانت فيها هذه الإدارة منحازة بشكل غير مباشر إلى الحوثيين، وتتعاطى بدبلوماسية ناعمة عند توجيه أي انتقادات لسلوكاتهم المعرقلة لعملية السلام.

موقف أممي غير مسبوق

التصعيد الحوثي دفع بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة اللا اتخاذ موقف، يعد الأول من نوعه، اتهمت فيه مليشيات الحوثي بشكل صريح بتكثيف الوجود المسلح والمساهمة في التصعيد عسكريا.

صدور الموقف الأممي شديد اللهجة وتحديده للحوثيين لأول مرة لم يأت إلا تأكيدا لحقيقة تحول محافظة الحديدة وموانئها الحيوية لقاعدة إيرانية عسكرية متقدمة، للتحكم بأمن البحر الأحمر وابتزاز العالم.إذ أن الحشود المسلحة للحوثيين تستهدف استعراض القوة القتالية برا وبحرا، وعرضا دعائيا للطائرات المسيرة، ضمن تهديد إيراني باتخاذ البحر الأحمر ساحة حرب، انطلاقا من الحديدة وفي رسالة تحد لسلام اليمن.

من المتوقع أن الحوثيين يسعون لإنشاء غرفة اتصالات وعمليات متقدمة في مديرية الدريهمي، جنوبي الحديدة، وإلى اتخاذ مزارع المحافظة الشرقية معسكرات للحشد والتسليح.وتعد عسكرة الحوثيين للمزارع في الحديدة من الجرائم المزدوجة التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي الإنساني، باعتبارها أعيانا مدنية، وتستغل السلام الأممي كغطاء لتوسيع الأنشطة العسكرية.

هل يكون آخر مسمار بنعش اتفاق الحديدة؟

من المتوقع أن التصعيد الحوثي سيشكل آخر مسمار في نعش اتفاق الحديدة.
تصعيد الحوثيين بما فيه التحشيدات غير المسبوقة للحديدة، والهجمات في تعز، هو تصعيد عدائي صريح يبعث برسالة للمجتمع الدولي أنه لا نية لديهم للسلام .

الحوثي يعمل كذراع إيرانية, وهذه الرسالة التي يريد بعثها للمجتمع الدولي من التصعيد العسكري.

خلاصة الخلاصة: ينبغي على القوى المناهضة للحوثيين في الشمال تحديدا وعلى رأسهم المقاومة الوطنية استغلال الموقف الأممي الغير مسبوق في إدانة الحوثيين صراحة بالتصعيد في الحديدة وخرق الهدنة واتفاق استوكهولم, بافعال ملموسة سياسيا وعسكريا...وينبغي لمجلس القيادة الرئاسي الاستعداد لما بعد الهدنة -إن استمرت-.

العميد/ ثابت حسين صالح

*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي

الدراسات والتحليل

الأربعاء 27 مارس 2024 18:27:39
السبت 23 مارس 2024 14:13:06
الأربعاء 20 مارس 2024 18:52:21