اشتراط الموهبة قبل القوام الرشيق على ملكة جمال تونس

الأربعاء 25 يوليو 2018 02:07:00
اشتراط الموهبة قبل القوام الرشيق على ملكة جمال تونس

مساعدة الآخرين أولى خطوات التربع على عرش الجمال

العرب اللندنية

يسعى المشرفون على الدورة الـ23 لمسابقة ملكة جمال تونس، إلى وضع مقاييس جديدة للمسابقة حتى تكون لها رسالة مجتمعية مغايرة للتوظيف النمطي لجسد المرأة، بالإضافة إلى محاولة إبراز دورها في معالجة قضايا مجتمعها ومساهمتها الفعالة في عدة مواقع ريادية.

وفتح المشرفون تحت إشراف عايدة عنتر الشريف، مؤسسة الجمعية الفنية والثقافية للإبداع والجودة "تاج"، بابا مغايرا للتنافس بين المرشحات يعتمد على الموهبة لتكون بذلك المقاييس الجمالية الجسدية مكملة وليست أساسية.

وقالت فوزية العبيدي، رئيسة الجمعية في محافظات المنستير وسوسة والقيروان، والمشرفة على تنظيم مسابقة ملكة جمال تونس، “ككل دورة ركزنا أولا على الجانب الجمالي ثم الأخلاقي والعلمي، والجديد أننا أضفنا هذه السنة الهواية.. فالمرشحة التي تملك موهبة فنية: الغناء/الرقص/العزف تكون لها الأولوية للفوز باللقب.. وأن تكون رياضية هذه إضافة أخرى لأن العقل السليم في الجسم السليم، ولمَ لا إن كانت بطلة تونس أو بطلة أفريقيا في رياضة من الرياضات".

وأوضحت العبيدي في حديثها لـ"العرب" "هدفنا أن تكون ملكة جمال تونس جديرة بتمثيل المرأة التونسية، لذلك فإن اللقب يتطلب أن تكون متعلمة مثقفة وتمتلك بعض المواهب".

وأضافت "مقاييس لجنة التحكيم في هذه المسابقة لا تعتمد بالأساس على جمال الجسم مهما كان فاتنا، بل تضع في الاعتبار عدة معايير أخرى، كالمستوى الثقافي ومدى قدرة المتسابقات على المساهمة في الأعمال الخيرية والمشاريع الإنسانية، وبهذا فإن ملكة الجمال لن تكون مجرد صورة (جميلة) نمطية، بل فاعلة ومؤثرة في مجتمعها بما تمتلكه من مؤهلات جمال خِلقية".

وقدمت العبيدي نماذج عن مرشحات يتمتعن بكفاءات عالية تكشف عن تنافس من نوع آخر يعتمد على المؤهلات أكثر من الجمال، حيث أفادت أن المتسابقة سارة براهمي ممثلة محافظة سوسة الساحلية لاعبة رياضة الركبي جناح أيمن اختصاصها الجري، وحاصلة على العديد من الميداليات في 400 متر بتونس والجزائر والقفز بالزانة والحواجز، إلى جانب أنها أستاذة تربية بدنية، وطالبة في مرحلة 2 من الماجستير، كما أنها تتمتع بصوت جميل وقوام ممشوق وجمال متحفظ".

وتابعت "أما صفاء عليمي متسابقة من محافظة المنستير فهي حائزة على إجازة في البيولوجيا وتتمتع بموهبة الرقص والغناء خاصة الآسيوي، بالإضافة إلى أنها منخرطة في جمعية خيرية تقوم بالتنقل في أرياف مدن الوسط والجنوب التونسي لتوعية النساء بخطورة سرطان الثدي والقيام بالمراقبة المستدامة والفحوصات اللازمة".

ووفقا للعبيدي، فإن المتسابقة إنصاف الشايب ممثلة محافظة زغوان تقول إن "ملكة الجمال لا يكفي أن تكون جميلة فقط بل يجب أن تكون جميلة وتكافح".

وذكرت العبيدي أن الشايب متطوعة بالحماية المدنية منذ سنة 2015 ولها عدة تدخلات ومواقف بطولية ضمن فريقها مع العلم أن والدها يعمل بالحماية المدنية وأحد كوادر هذه المهنة".

وأضافت أن “الشايب أيضا أستاذة بالمدارس الابتدائية مهمتها تدريب طفل بكل قسم على الإنعاش والتدخل السريع”، متابعة “بالنسبة لها يجب أن يكون عدد من الأطفال في كل مدرسة مدربين على القيام بحركات بسيطة لإنقاذ صديق أو أي كان فقد الوعي والتصرف بحذر ودراية”.

وأشارت العبيدي إلى أن رؤى الرايسي 19 سنة ممثلة محافظة القيروان تعتبر أصغر متسابقة، فهي تدرس باكالوريا علوم، ومغرمة بالرقص الكلاسيكي ومنخرطة في جمعية تهتم بالنساء العازبات".

 ويتمثل مشروع المتسابقات لهذه الدورة في المساعدة على ترميم بعض المدارس الابتدائية وينطلق ابتداء من الأسبوع القادم، إلى بداية شهر سبتمبر المقبل، وتسعى المتسابقات حاليا للبحث عمن يرعى مشروعهن لينطلقن في أعمال الترميم أثناء العطلة المدرسية، وبعد أن ينهين هذا المشروع، يلتحقن بمدرسة الـ"ميس" لإجراء تربص مغلق في عدة اختصاصات لمساعدتهن على اكتساب المهارات التي تخول لهن فعلا أن يكن جديرات بتاج ملكة جمال تونس للدورة الحالية.

وأوضحت العبيدي لـ"العرب" أن الفوز باللقب يعتمد إثر تنفيذ المشروع على “إسناد عدد عن المشروع والهواية والرياضة والسلوك أثناء التربص، وعلى هذا الأساس تفوز المتسابقة الحاصلة على أعلى عدد".